اوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

دشن رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان أكبر تحدي في تاريخنا السياسي، ليضعه أمام حزب العدالة والتنمية، عندما تلفظ برقم 400 مقعد، هوا ما يأمل أنْ يحصل عليه حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات العامة في حزيران المقبل، وذلك ليتمكن الحزب الحاكم من تغيير دستور البلاد لوحده، الدستور الجديد الذي يريد الحزب أنْ يرتكز على تغيير شكل النظام السياسي ليصبح نظاما رئاسيا حسب تأكيد اردوغان.

وبرغم أنّ الرقم الذي يحتاجه حزب العدالة والتنمية هو 367 مقعد من أجل تغيير دستور البلاد دون الحاجة إلى إجراء استفتاء، إلا أنّ اردوغان أراد أنْ يكون ذلك بعدد وافر من المقاعد عندما قال الرقم 400.

من أجل أنْ يصل حزب العدالة والتنمية إلى 400 مقعد، عليه الحصول على ما نسبته 54-55% من أصوات الشعب، لكننا في المحصلة نتحدث عن انتخابات عامة سيدخلها 31 حزب، ورقم الأحزاب هذا يدل على حجم التحدي الكبير الذي وضعه اردوغان أمام حزب العدالة والتنمية.

أما الحزب الآخر الذي وضع نفسه أمام تحدٍ كبير فهو حزب الشعوب الديمقراطي ممثل الأكراد، الذي قرر أنْ يدخل الانتخابات المقبلة كحزب وليس كمرشحين مستقلين، مما يعني أنّ عليه تجاوز نسبة الحسم البالغة 10%، وإذا ما حقق ذلك فإنه سيحصل على 60-70 مقعد وهذا يعني أنّه سيصبح حزب المعارضة الرئيس بصورة فعلية، بناء على نشاطه وتأثيره السياسي وليس من حيث المقاعد.

حاليا إذا جمعنا أصوات أكبر ثلاثة أحزاب معارضة، بمعنى 25% لحزب الشعب الجمهوري، 15% حزب الحركة القومية، 10% لحزب الشعوب الديمقراطي، فإننا نحصل على ما نسبته 50%، وإذا أضفنا 5% للـ27 حزب المتبقيين فإنه سيبقى لحزب العدالة والتنمية 45%.

هذه هي الحسابات على الورق، لكن هناك عدة عوامل لم تُضف للحسابات الورقية إلى الآن، فإذا أردنا الحصول على نسب أقرب لما سنحصل عليه في الانتخابات القادمة فعلينا إضافة هذه العناصر التي ستؤثر على أصوات الناخبين بصورة مباشرة.

على الورق، من المتوقع أنْ يحصل حزب الشعب الجمهوري (CHP) المعارض على نسبة 25%، لكن إذا قرر التيار اليساري داخل الحزب التصويت لحزب الشعوب الديمقراطي- وهذا الاحتمال وارد جدا لأن الأخير يعتمد على ذلك من أجل تجاوز نسبة 10%- فإنّ ذلك يعني انخفاض في نسبة المصوتين لحزب المعارضة الرئيس.

في المقابل، ما يزال حزب الحركة القومية (MHP) يعاني من التسيب والذوبان على صعيد قواعده الجماهيرية، فقد لاحظنا كيف أنّ بعض المعارضين لسياسة الحزب في التعاون مع حزب الشعب الجمهوري، قد صوتوا فعليا للعدالة والتنمية خلال الانتخابات الأخيرة، مع أنّ الحزب يحاول الحفاظ على الخلافات بين رئاسته وقواعده الجماهيرية طي الكتمان وداخل إطار الحزب.

وإذا تحدثنا عن انعكاسات هذه القراءة، فبكل تأكيد سيكون المستفيد الأول هو حزب العدالة والتنمية، وهذا يعني أنّ الحزب الحاكم سيتقدم أكثر للأمام، وهذا الاحتمال وارد، وحدوثه أقرب للواقع.

نقول ذلك، ونحن لا نتحدث عن احتمال عدم تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) نسبة الحسم، ونحن لا نعتبر هذا الاحتمال يساوي صفرا، ولأن احتمال عدم تجاوز نسبة الحسم قائم، فإننا نقول التالي بكل وضوح:

إذا لم يتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم، فإن ذلك يعني ذهاب كل مقاعده لحزب العدالة والتنمية بصورة تلقائية، وحينها سيحقق العدالة والتنمية هدفه بالحصول على 367 مقعد في مجلس الأمة.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس