هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير برك برس

انعقدت قبل أيام قمة مجموعة العشرين التي تضم أكثر البلدان تقدمًا على الصعيد الاقتصادي، في بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين، أحد البلدان العريقة اشتراكيًّا في وقت من الأوقات. 

مثل الرئيس رجب طيب أردوغان والوفد المرافق له تركيا، صاحبة المركز 17 بين أكبر الاقتصادات في العالم، وعقد الكثير من اللقاءات الثنائية على هامش القمة. 

في اليوم الأول التقى أردوغان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، والرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس تشيلي سيباستيان بينيرا. وفي اليوم التالي التقى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

 أود أن أحدثكم قليلًا عن الأرجنتين، صاحبة الضيافة في قمة العشرين، لأن فيها أقدم حزب اشتراكي (منذ 1896) مستمر حتى اليوم، وتعرضت لستة انقلابات عسكرية في القرن الماضي. كما أن تمتلك شعبًا بشوشًا وودودًا، وأبيًّا. 

بعد 12 عامًا من حكم الزوجين كيرشنر ذو التوجه اليساري، تحولت الأرجنتين إلى وسط اليمين عام 2015، حيث فاز ماوريسيو ماكري في الانتخابات التي جرت قبل ثلاثة أعوام.

وماكري شغل منصب عمدة بوينس آيرس، كما كان رئيسًا لنادي بوكا جونيورز الشهير. سعى ماكري إلى تحويل الأرجنتين من السياسات الاشتراكية نحو العولمة بشكل أكبر. 

بيد أن الأرجنتين، التي سددت ديونها إلى صندوق النقد الدولي عام 2007 في عهد كريشنر، تتخبط اليوم في مستنقع الديون. 

تراجع البيزو الأرجنتيني العام الحالي إلى أدنى مستوى له في التاريخ، فيما حقق التضخم أعلى مستوى له.

حتى رفع البنك المركزي نسب الفائدة إلى 60 في المئة لم يغير شيئًا. واضطرت الأرجنتين إلى الاستدانة مرة أخرى من صندوق النقد الدولي بإبرام اتفاقية للحصول على قرض بقيمة 57 مليار دولار. 

لكن عند النظر إلى التصنيف الائتماني للأرجنتين، التي تمر بركود اقتصادي مريع، ينبغي أن يكون أدنى من تركيا، أليس كذلك؟

غير أن مؤسسات التصنيف الائتماني، مثل فيتش وموديز، حددت التصنيف الائتماني للأرجنتين ما بين B وB+، بينما منحت تركيا أدنى درجات التصنيف. 

لأن الأرجنتين بلد يطلب القروض من صندوق النقد الدولي ويقوده زعيم من أنصار النظام القائم عالميًّا. في حين أن تركيا يقودها زعيم سدد ديونها إلى الصندوق ووضع حدًّا لماضيها الأليم معه، وهو لا يتورع عن مقارعة النظام القائم.

فما رأيكم؟  

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس