هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

أمس الأول أعلنت الإمارات أنها ستعيد فتح سفارتها في دمشق. أي أنها ستعتبر نظام الأسد مشروعًا من الناحية الدبلوماسية. وفي اليوم نفسه، توجهت أول رحلة جوية مباشرة من دمشق إلى تونس.

أول إشارة لعملية شرعنة الأسد جاءت مع الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السوداني حسن البشير الأسبوع الماضي إلى دمشق. هذه الزيارة كانت اللقاء الأول لزعيم عربي بالأسد بعد ثماني سنوات.

الأهم من ذلك أن من المنتظر مشاركة سوريا في اجتماع جامعة الدول العربية المزمع عقده العام القادم، بعد انقطاع دام ثماني سنوات.

أي أن العام القادم سيشهد وقوف الأسد والسيسي وبن سلمان معًا في نفس المحفل بتونس حيث تلتئم جامعة الدول العربية. هناك حيث انطلق الربيع العربي سيقف الثلاثة وينظرون نظرة المنتصر إلى جثث مئات الآلاف الذين تسببوا بموتهم.

يالها من نهاية حزينة..

لكن لماذا بعد ثماني سنوات؟ لأن دول الخليج ومصر تخشى أن يتحول الفراغ الناجم عن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، لصالح تركيا.

يشكل تزايد قوة تركيا كابوسًا بالنسبة للديكتاتوريات في الشرق الأوسط. كل ما يحدث الآن يرمي إلى الحيلولة دون تردد صوت أردوغان في الشارع العربي، وقطع الطريق أمام نجاحات الجيش التركي.

أكثر بلد سيستفيد استراتيجيًّا من عودة سوريا إلى الحضن العربي هو روسيا، وليس نظام الأسد أو إيران. لأن من الواجب تقبل الأسد كلاعب مشروع من أجل تحقيق المرحلة الانتقالية التي تريدها موسكو.

ففي الوضع الراهن، مهما أنفقت السعودية من أموال، ومهما أضفت الإمارات من مشروعية، لن تتخلى سوريا عن إيران لصالح الخليج.

وليس سرًّا أن وحدات حماية الشعب أيضًا تبحث عن مشروعية جديدة مع الأسد، بعد أن تلاشت آمالها بالولايات المتحدة. وفي الواقع، تدين الوحدات بوجودها في الشمال السوري إلى قوات النظام التي تخلت لها عن تلك المناطق.

وهي لم تكن في يوم من الأيام عدوة للنظام، الذي كان يسدد رواتب الموظفين في المناطق التي يسيطر عليها عناصرها.

نأتي إلى انعكاسات هذا الحال علينا، ستسفر عن تعزيز مكانة تركيا ورئيسها أردوغان لدى الشعوب العربية. أما القضية الرئيسية ميدانيًّا فهي كيف سنملأ فراغ الانسحاب الأمريكي.

بالنسبة لعلاقاتنا مع روسيا، سيكون هناك منعطف فيها ومستقبلها سيرتبط بالموقف الذي ستتخذه موسكو في المرحلة القادمة.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس