جلال بكار - خاص ترك برس

لا يخفى على أحد الأزمات التي حدثت في المجتمعات العربية وخاصة منطقة الشرق الأوسط في الثمان سنوات الأخيرة، فمنها أزمات اقتصادية ومنها أزمات اجتماعية، وخاصة بلدان الربيع العربي والانقسامات التي حصلت فيها بين مؤيد ومعارض لهذا الربيع.

فما كان من ضعاف النفوس وتجار الأزمات إلا أن أخذوا فرصتهم في خلق مشكلات جديدة ووضع صعوبات وإيجاد مشكلة لكل حل وتعقيدات لإيجاد حلول لهذه الأزمات وتعقيد الأزمات مع مرور الوقت، ومساعدة هذه الفوضى على النمو وبشكل سريع وعدم استطاعه المجمتع والدول المستضيفة للشعوب التي هجرت علي أثر هذه الحروب، والدمار الاقتصادي والنفسي ودمار البنية التحتية لهذه الشعوب، والآن وبعد ثمان سنوات من الضياع والفقدان أخذت الشعوب تبحث من جديد عن حياة تضمن لهم العزة والكرامة بعد أن أصبحت معظم المشكلات واقعًا يجب التعامل معه وإيجاد الحلول للخروج من هذه الأزمة.

ومن أهم العقبات التي تواجه الشعوب الجريحة من هذه الحروب هي المشكلة الاقتصادية بمختلف أنواعها وعلى كافه الأصعدة. منها العقبات على الصعيد الشخصي والصعيد العائلي وعلى صعيد المجمتع والدولة، والتي أثرت بشكل مباشر على النسيج الاجتماعي بين الشعوب وبين والدول وبين الموظفين وأصحاب العمل، وحتى بين أفراد العائلات بشكل مباشر. ومما اضطرت له الشعوب من البحث عن فرص عمل من جديد بالنسبة للموظفين، وإيجاد الفرص الاستثمارية الملائمة بالنسبه لأصحاب الأموال المتضررين بشكل جزئي بسبب أن هناك رجال أعمال خسرو كل شيء في هذه الازمات واصبحو كأي عامل في بداية عمره العملي. وأيضا هناك ضرر على مستوى العائلات بشكل كامل، فمن الطبيعي وبأي بلد هناك استثمارات تعتمد على العائلات بشكل كامل، حيث تمتلك عائلة واحدة قيمة الأصول لهذه الشركة أو المؤسسة بشكل عام مما أدى لتدهور البيئة العامة التي تحتضن المجتمع بكامل طبقاته، ولا سيما في ليبيا وسوريا واليمن ومصر.

وعلى سبيل المثال، في سوريا كان متوسط دخل الفرد يتراوح بين 200-300 دولار شهرياً، أما الآن فلا يتجاوز 50-70 دولار شهرياً مما يعني هبوط الناتج على الصعيد الفردي إلى الثلث تقريبا، وهذا يؤدي إلى عدم الاكتفاء الذاتي بالحد الأدنى، وإلى إنعدام الطبقة المتوسطة اقتصادياً وكثره الطبقة الاقتصادية الضعيفة والفقيرة، وأيضا تواجد الطبقة الغنية والمدعومة من قبل الدولة بشكل قوي  للسيطره بشكل كامل على اقتصاد البلد بشكل مباشر وعدم إتاحة الفرص الاقتصادية في الداخل إلا عن طريق هذه الفئة. ومن هنا نرى التحول الاقتصادي من اقتصاد ناشئ لهذه البلدان إلى اقتصاد ضعيف وفقير لا يلبي الاحتياجات الأساسية لأكثر من 80 بالمئة من الشعب المتواجد في هذه الدول ومما يسمى بـ"اقتصاد الخبز."

-هل كانت هذه صدف أم أمرٌ مخطّطٌ له وفكرة ومنفّذون؟

ممكن أن يكون عملًا مخططًا له لتدمير البنية التحتية والاجتماعية وتدمير اقتصاد الشعوب بشكل كبير، ولكن كان لانتشار الجهل وعدم المعرفة دورٌ كبيرٌ في تجهيز أرضية خصبة لاحتواء هذه الأزمات.

وللحيلولة دون وقوع هذه المشكلة يجب توعية شعوب هذه المناطق من الداخل والخارج للتعامل مع هذه الأزمات بشكل واقعي وإيجاد خطط اقتصادية لخلق فرص عمل ولرفع الإنتاجية على صعيد الفرد، ومحاولة العمل بأكثر من مجال وأكثر من فكرة، وفتح علاقات تجارية لأكثر من منتج، وعدم الاعتماد على العمل في مهنة واحدة بل العمل جاهدا بأكثر من مهنة وتحقيق الأمن الاقتصادي على مستوى الفرد الذي بدوره يعطي الأمن الاقتصادي على صعيد المجتمع.

عن الكاتب

جلال بكار

مستشار في قضايا الاستثمار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس