حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك مصطلح انتقل من التجارة إلى الدبلوماسية: الوسيط النزيه. يلعب هذا الشخص دورًا في عملية بيع يقوم بها نيابة عن تاجر آخر. أما في الدبلوماسية فهو يعمل على إصلاح ذات بين بلدين متحاربين أو علاقاتهما مقطوعة لسبب ما.

لا يكفي توصيف "وسيط"، لأن الشخص أو البلد الذي يريد لعب دور الوساطة يتوجب أن يكون نزيهًا أيضًا.

كان أهم وعد لترامب في حملته الانتخابية قبل عامين تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وعند انتخابه كان أول ما فعله تعيين ابنته وزوجها جاريد كوشنر تاجر العقارات، مستشارين في البيت الأبيض.

باستثناء عملهما في مناصب رفيعة بشركات أبويهما لا يملكان خبرات أخرى، فضلًا عن أنهما لم يدرسا في مجال يتطلبه منصب المستشار كالقانون الدولي.

لم يتمكن جاريد من إتمام الثانوية العادية، وحصل على شهادة ثانوية دينية يهودية. حظي بقبول في جامعة هارفارد بفضل تبرع والده بملايين الدولارات للجامعة.

لم يكن جاريد يداوم في الجامعة، وإنما يتاجر في العقارات بالقرى المجاورة لها، إلى أن واجه التهديد بالفصل، فأتم قسم "الإدارة العامة" وعُين مستشارًا في البيت الأبيض، وعندها كتب الإعلام الأمريكي وتحدث عنه كثيرًا.

أسرة كوشنر معروفة بأنها محافظة ومتعصبة من الناحية الدينية، وعندما تزوج جاريد أصر على أن تتقبل ابنة ترامب الديانة اليهودية.

الإدارة الأمريكية أعلنت أن مهمة جاريد وايفانكا في البيت الأبيض ستكون مقتصرة على تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

تحقيق السلام في الشرق الأوسط سهل جدًّا، وهذا ما لا يمكن أن يجهله شخصان مثل جاريد وايفانكا، يملكان فيلات في عدة مناطق بإسرائيل، ويمضيان جزءًا من العام فيها، ويزوران من حين لآخر في نهاية الأسبوع جدة والرياض والإمارات، ويقيمان صداقة مع وليي عهد السعودية والإمارات.

كل ما على إسرائيل فعله هو سحب قواتها إلى حدود 1967 أو ما يعرف بالخط الأخضر، وبعد يومين تقام كل العلاقات بين العرب وإسرائيل، بما فيها التجارية.

المسألة بهذه البساطة لكن الوسطاء النزيهون فقط هم من يستطيعون القيام بذلك.

ما فعله ترامب هو تعيين شخصين يديران بلدين هامين في المعسكر العربي، ثم تغيير الحكم في مصر عن طريق الانقلاب، وبعد ذلك لي ذراع العالم العربي باستخدام النفوذ الأمريكي وإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأخيرًا طلب من صهره، الذي يتاجر بالعقارات بمليارات الدولارات في إسرائيل، بإعداد خطة للسلام في الشرق الأوسط.

كلمة واحد تكفي لوصف هذه الخطة.. إنها "فاشلة".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس