محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ أيام والشارع التركي يترقب معرفة الشخص الذي التقاه رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو سرًّا على متن يخت خاص. 

يوم الجمعة الماضي، كتبت في هذا العمود أن قلجدار أوغلو وصل من أنقرة على متن الطائرة في الساعة 18:30، واتجه إلى يخت خاص، حيث ترك حتى عناصر حمايته في الخارج، وعقد اجتماعًا مع شخص "خاص".

انتظرت صدور بيان عن قلجدار أوغلو أو قيادة حزب الشعب الجمهوري. كان من الضروري أن ينفيا الخبر إن لم يكن صحيحًا أو يعلنا للشارع هوية الشخص إن كان الخبر صحيحًا.

لكن لا قلجدار أوغلو ولا قيادة الحزب أدليا ببيان. وفي الواقع، لم يكن بإمكان القيادة الإدلاء بمثل هذا البيان لأنه من المحتمل أنها لم تكن على علم بهذا الاجتماع. 

دعكم من التداعيات السياسية للاجتماع، الأمر المهم هو مع من اجتمع قلجدار أوغلو على متن اليخت الخاص في هذه الفترة المتوترة التي نمر بها. 

من يمكن أن يكون هذا الشخص، الذي تم إخفاء اسمه إلى هذا الحد، بحيث مُنع حتى عناصر الحراسة الخاصة من معرفته؟

سأقول لكم: هذه الشخصية السرية هي الرئيس السابق عبد الله غُل. 

وبحسب ادعاءات في هذا الخصوص، فإن غُل هو من جعل قلجدار أوغلو يأتي ساعة واحدة إلى إسطنبول والتقى معه على متن يخت خاص في عتمة المساء.

ومع أنه عُرف عن غُل في الآونة الأخيرة إقدامه على خطوات مترددة، إلا أن الرابط السياسي بينه وبين قلجدار أوغلو معروف. وندرك قوة هذا الرابط من إصرار قلجدار أوغلو على ترشيح غُل للانتخابات الرئاسية. 

ستكون النتائج السياسية لهذه العلاقة مثار جدل أكبر في الأيام القادمة. في الواقع، يتعلق الاستعداد لتأسيس حزب سياسي جديد في الأوساط المحافظة بهذه العلاقة. غير أن الاجتماع السري في اليخت كان بخصوص انتخابات إسطنبول، حسب ما يُقال.

هذا ادعاء جدير بالاهتمام، لأنه حتى الشارع يعرف أن التصويت في اللجنة العليا للانتخابات بخصوص إسطنبول سيكون متقاربًا.

وبحسب ما يُتداول فإن هذا هو السبب في الزج بعبد الله غُل، الذي يملك علاقات وثيقة مع أعضاء اللجنة. هذا ما كان وراء مجيء قلجدار أوغلو من أنقرة إلى إسطنبول على عجل.

طبعًا يبقى السؤال الذي يترقب الشارع الحصول على إجابة عنه وهو: لماذا يلتقي زعيم حزب الشعب الجمهوري سرًّا برئيس الجمهورية السابق؟

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس