كيليتش بوغرا كانات - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

وصلت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا إلى منعطف حرج. لا أعرف عدد المرات التي كُتب فيها في السنوات القليلة الماضية أن العلاقات أصبحت الآن في مرحلة حرجة، لكن هذا القول لم يكن في أي وقت أصدق منه الآن.

خلال السنوات القليلة الماضية، زاد عدد المشاكل التي حدثت بين البلدين زيادة كبيرة، من دعم الولايات المتحدة لميليشيات "ي ب ك" في سوريا، إلى موقفها غير المتعاطف في أثناء محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، ومن اعتقال نائب الرئيس التنفيذي لبنك تركي في نيويورك إلى عدم وجود خطوات جوهرية للوفاء بوعودها في شرق سوريا.

وقد أوجدت هذه التحديات كلها درجة كبيرة من فقدان الثقة بين البلدين، وإن كانت تركيا قد حاولت على مدى سنوات الحفاظ على روح التحالف والشراكة الاستراتيجية حية. ووصل الأمر إلى حد أن تركيا تحاول مواصلة علاقة العمل دون دعم  الولايات المتحدة، على الرغم من كل خيارات السياسة الخارجية غير الواعية واللامبالية من قبل واشنطن.

من وجهة نظر تركيا، فإن دعم واشنطن لجماعة مصنفة كمنظمة إرهابية خيانة لا تنسى لروح التحالف. وفي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل في تموز/ يوليو 2016، لم تبذل واشنطن أي جهود للمساهمة في أمن الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا، بل على العكس، وفي تجاهل لصدمة الشعب التركي من مجاولة الانقلاب، قدم بعض أعضاء الكونغرس مشاريع قوانين تنتقد تركيا.

عندما وقّعت تركيا على صفقة لشراء منظومة الدفاع الجوي S-400 من روسيا، فتح فصل آخر في قائمة طويلة من المشاكل التي لم تحل. ومرة أخرى حاولت تركيا شرح السبب الذي دعاها لشراء المنظومة الروسية.

خلال الأزمات العديدة الأخيرة، كانت تركيا هي من حاولت شرح وجهة نظرها لمختلف الإدارات الأمريكية، بداية من أن من الخطأ تدريب وتجهيز مجموعة إرهابية تشكل تهديدًا كبيرًا لتركيا. ولطالما اعتبرت تركيا الولايات المتحدة شريكا استراتيجيا وحاولت توضيح كيف يتعارض دعم جماعة إرهابية مع طبيعة التحالف. وفيما يتعلق بصواريخ إس 400 فإن الحقيقة أن تركيا تقدمت إلى الولايات المتحدة أولًا من أجل شراء نظام دفاعي، ولكن الأمريكيين لم يقدموا سعرًا معقولًا، ولم يرغبوا في مشاركة التكنولوجيا.وعلاوة على ذلك، لم يكن هناك ضمان لإتمام هذا البيع بسبب تدخل محتمل من الكونغرس.

عندما وجدت تركيا بائعًا بديلًا لأنظمة الدفاع الجوي، بدأ نقاش كامل حول تركيا وسياستها الخارجية وعلاقاتها مع روسيا، كما أثار تشريع العقوبات أيضًا جدلًا أثناء تقديمه وإقراره كمشروع قانون. منذ ذلك الحين، قدم بعض أعضاء الكونغرس مشاريع قوانين مختلفة ضد تركيا، وبدات تتردد تهديدات بطرد تركيا من برنامج F-35.

أدت القوانين الموجهة ضد تركيا والتهديدات واللغة الحادة لتي اعتمدها بعض أعضاء الإدارة والكونغرس، إلى أضرار جسيمة للعلاقات بين البلدين. وعلاوة على جميع الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية، فإن تبني العقوبات أو إنهاء الشراكة والتعاون في مشروع مهم قد أحدث ردود فعل سلبية تجاه الولايات المتحدة داخل تركيا.

كان هناك قدر من الإحباط الذي يشعر به الجمهور التركي بسبب هذه الخطوات غير الودية من جانب الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يزداد الاستياء في أعقاب الخطوات المحتملة لفرض العقوبات.

وإذا كان البعض في واشنطن جعل التشكيك في موثوقية تركيا عادة متكررة، فإن الموقف السلبي للولايات المتحدة لن يعمل إلا على ترسيخ صورتها كحليف غير موثوق به. إن من يطالبون في واشنطن بفرض عقوبات على تركيا، ليس لديهم أي فكرة عن كيفية منع التداعيات الخطيرة على العلاقات بعد تبني العقوبات. ولا يعتمد خطابهم العدواني على تحليل التكلفة والمكسب لتداعيات الشراكة التركية الأمريكية، ولا يعتمد  تصرفهم على عملية حسابية استراتيجية ،بل على مزيج من الاعتبارات السياسية المحلية وردود الفعل على المدى القصير.

ومهما يكن من أمر، فإن أعمالهم قد تلحق أضرارا بالغة بالعلاقات الأمريكية التركية ، خاصة إذا استمر عدم وجود خطة استراتيجية طويلة الأجل لدى واشنطن لسياستها الخارجية

عن الكاتب

كيليتش بوغرا كانات

أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة بين ستيت في الولايات المتحدة الأمريكية.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس