أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

كتبت سابقًا أن الضغوط الدولية المتزايدة على تركيا متعلقة بـ "صفقة القرن" المزعومة، التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية. 

تولي الإدارة الأمريكية أهمية خاصة للملف الفلسطيني الإسرائيلي، الذي تشرف عليه عن طريق جاريد كوشنر، وتسعى لإزالة العراقيل القائمة في طريقه. 

الحالة العبثية للعلاقات التركية الأمريكية، والمبادرات والخطوات التي تقدم عليها واشنطن، ولغة التهديد التي لا تليق بعلاقة التحالف، كل ذلك مرتبط بالصفقة المذكورة. 

يقول الكتّاب الذين يتحدثون بلسان أمريكا في تركيا بضرورة عدم الاكتراث بخطاب ترامب الإيجابي بخصوص العلاقات التركية الأمريكية. 

لكن الولايات المتحدة تملك نظامًا رئاسيًّا قويًّا، ويجب عدم إغفال قوة الرئيس الأمريكي. خير مثال على ذلك، هو تجاوز ترامب للكونغرس وموافقته على بيع السلاح للسعودية والإمارات رغم أن الجدل ما يزال قائمًا حول مقتل خاشقجي وملف اليمن. في الواقع، الأمر يتعلق بماهية أجندة ترامب.

يتوجب علينا تقبل أن النظام العالمي يعمل بموجب مبدأ القوة أكثر من القيم. بعبارة أخرى، تُستخدم القيم، من قبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان وروح التحالف، من أجل ترويض المعارضين والحلفاء على حد سواء.

بيد أن من الممكن ألا يطبق الفاعلون الأقوياء هذه القيم في بلدانهم، وعلاوة على ذلك، فقد يتسامحون أو يدعمون الفاعلين الآخرين الذين لا يطبقونها، ما دامت مصالحهم متناغمة. 

إذا كانت هناك حملات تستهدف علاقة بلد ما بهذه القيم فاعلموا أن الهدف ليس حماية القيم، وإنما فرض سياسات أخرى على البلد المذكور. 

ليس هناك قيم تعتمدها الولايات المتحدة في قضية منظومة إس-400 والملف السوري وتنظيم غولن والمحاولة الانقلابية وتنظيم "بي كي كي". 

على العكس، وضعت واشنطن تركيا بمفردها في مواجهة مشاكل أثارتها الإدارة الأمريكية. ليس هناك ما هو أكثر عبثية من تدخل من لم يبيعوا تركيا صواريخ باتريوت بصفقة إس-400، وحديث من لم يعارضوا المحاولة الانقلابية عن الديمقراطية، وكلام من أفسحوا المجال للأسد عن الاستقرار في سوريا. 

تولي الولايات المتحدة أهمية لعلاقاتها الخاصة مع إسرائيل أكثر من حلف الناتو. وبمكنها أن تفضل إسرائيل وأجندات السياسة الخارجية والأمنية لدول الخليج على حلفائها في الناتو. يمكن رؤية آثار هذا الخيار في الكثير من القضايا من قبيل إف-35 وإس-400 وشرق المتوسط وسوريا. 

في مثل هذه الظروف، ليس هناك خيار أمام تركيا سوى تعزيز قوتها من جميع النواحي. سيتعزز موقفنا في السياسية الخارحية من خلال توحيد الصفوف ودحر الهجمات الاقتصادية والسياسية والاستثمار على صعيد الإنسان والجودة وتقوية الدولة بقيم الشعب. 

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس