أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تتواصل المفاوضات منذ مدة طويلة بين واشنطن وأنقرة بخصوص سوريا. ما تطلبه تركيا واضح للغاية: إنهاء تعاون الولايات المتحدة مع تنظيم "بي كي كي"، وتأسيس منطقة آمنة عميقة في شمال شرق سوريا، واستعادة المعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة التي قدمتها واشنطن للتنظيم. 

أما السبب في إجراء المفاوضات مع الولايات المتحدة بخصوص المنطفة فهو معروف، ومثير للسخرية في الوقت ذاته: الدعم الأمريكي لتنظيم "بي كي كي" منذ سنوات في المنطقة. 

بمعنى أن تركيا لا تطلب شيئًا إضافيًّا من الولايات المتحدة. على العكس، تريد من الإدارة الأمريكية الرجوع عن خطأ تصر على ارتكابه حتى اليوم. 

***

كما تذكرون، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أشهر بتصريح أعلن فيه أن القوات الأمريكية ستنسحب من شمال سوريا وأنه سيتم تشكيل منطقة آمنة. 

منذ ذلك اليوم والمسؤولون الأمريكيون يبذلون كل ما في وسعهم من أجل عدم تحقيق هذه الوعود أو عدم وفاء الولايات المتحدة بما تفرضه عليها متطلبات التحالف مع تركيا. 

هناك زمرة في الولايات المتحدة تتبنى مقاربة تستبدل التحالف في الناتو المستمر على مدى سنين بتعاون مع "بي كي كي" خلال بضعة سنوات ماضية. 

تظهر هذه المقاربة السطحية في حملات عرقلة ترمي إلى كسب الوقت وإبعاد تركيا عن تحقيق هدفها، كما حدث في عملية "غصن الزيتون".

***

كما أكدت أنقرة مرات عديدة، فإن تدخل تركيا في شمال سوريا عبارة عن ضرورة. طلبات تركيا المذكورة أعلاه ليست محل مساومة، لأن أحدًا لا يساوم على أمنه القومي. 

في الواقع، القضية التي تتفاوض عليها أنقرة وواشنطن هي ما إذا كان تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة سيوجد مخرجًا من أجل حل مجموعة من العقد في العلاقات التركية الأمريكية. 

بمعنى أن تركيا أدت ما يقع على عاتقها تجاه الولايات المتحدة كحليفة لها، وتنتظر من واشنطن العمل معها من أجل تطهير المنطقة من الإرهاب، وإلا فإن الحشود العسكرية التركية تشير أن أنقرة تملك العزم والقدرة على أخذ زمام المبادرة من أجل أمنها. 

في ظل هذه الظروف، تظهر السطحية الاستراتيجية لدى الجانب الأمريكي من خلال تقديمه حتى الآن مقترحات بعيدة عن تلبية الحاجات الأمنية لتركيا. 

في هذه الحالة، ستحك تركيا جلدها بظفرها، تمامًا كما فعلت في عملية "غصن الزيتون"، وستطهر هذه المنطقة من الإرهاب بإمكانياتها الخاصة. أما الولايات المتحدة فسترسب مرة أخرى في امتحان تحالفها مع تركيا. 

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس