ترك برس 

يرى خبراء اقتصاديون أن تفاقم الأزمة المالية في الأرجنتين، حيث تصارع الحكومة لسداد الديون وعجز الحساب الجاري المتزايد، أدى إلى دفع المستثمرين إلى الأسواق الناشئة الأخرى التي تتمتع بإدارة مالية وأداء اقتصادي أفضل مثل تركيا.

وقال مصدر من مصرف "جيه بي مورغان" الأمريكي، طلب عدم ذكر اسمه بسبب القيود المفروضة على التحدث إلى وسائل الإعلام: "على الرغم من أن الأزمة المالية في الأرجنتين لها تأثير سلبي على الاقتصادات الناشئة، فإن ذلك سيوفر أيضًا بعض الفرص لتركيا التي تبدو أفضل نسبيًا مقارنة بالآخرين".

وأضاف المصدر في حديث لوكالة الأناضول أن "الأرجنتين لا تواجه هذه المشكلات فحسب، بل تواجهها دول ناشئة أخرى مثل روسيا والبرازيل والمكسيك، حيث دفعت المستثمرين الأجانب إلى العودة إلى تركيا".

وأشار إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب أزمة شبه جزيرة القرم، دفعت مؤسسات مالية، مثل البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير والتعاون، ومؤسسة التمويل الدولية إلى تحويل وجهتيهما إلى تركيا.

ولفت إلى أن الاضطرابات الاقتصاديية في الأرجنتين قد يكون لها آثار سلبية وإيجابية على الاقتصاد التركي.

مقارنة الأرجنتين وتركيا

وقال إيرهان أصلان أوغلو، الأستاذ بجامعة بيري ريس في إسطنبول: "إن تركيا والأرجنتين لديهما ديناميكيات مختلفة من حيث أساسياتهما الاقتصادية". 

وأوضح أن تركيا لديها ديون القطاع الخاص بينما تعاني الأرجنتين من ديون الحكومة والنمو الاقتصادي القائم على الائتمان والعجز الحالي في الرصيد.

وأضاف أن "الأرجنتين لم تستطع إعادة التوازن إلى اقتصادها منذ العام الماضي على الرغم من قرض صندوق النقد الدولي وارتفاع أسعار الفائدة على أموالها." 

وأردف أن تركيا في المقابل "تمكنت في أعقاب أزمة العملة التي اندلعت العام الماضي، من الدخول في عملية إعادة التوازن. مشيرًا إلى أن الاقتصاد نما بمعدل أبطأ في الربع الثاني من عام 2019 مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة."

بدوره دعا نجاتي كوتلو، مدير مركز دراسات أمريكا اللاتينية بجامعة أنقرة، إلى ضرورة توخي الحذر الشديد في تقييم النظرة الاقتصادية للبلدين؛ لأن هناك اختلافات كبيرة من حيث الخصائص الديمغرافية.

وأوضح كوتلو أن البلدين يختلفان في الخصائص الديموغرافية. فعلى سبيل المثال يبلغ عدد سكان تركيا 82 مليون نسمة، في مقابل النصف تقريبا في الأرجنتين، مشيرًا إلى اختلاف آخر، وهو أن تركيا بلد سياحي وتتمتع بعائدات دورية لا تتمتع بها الأرجنتين.

وقال كوتلو: "لا يمكننا تجاهل حقيقة أن هذا الجانب ساعد تركيا في إعادة توازن اقتصادها خلال صدمة العملة". 

كما لفت إلى أن الأرجنتين تستطيع التغلب على هذه الأزمة بمساعدة ميزاتها الديموغرافية.

 وقال: "الأرجنتين بلد كبير للغاية، حيث تبلغ مساحته 2780400 كيلومتر مربع من الأراضي الخصبة، مما يجعلها ذات كثافة سكانية منخفضة بالإضافة إلى إمكانات كبيرة للزراعة".

وأضاف أن الانتخابات المقبلة من المرجح أن تغير السلطة ولكن لن تكون هناك تغييرات جذرية في السياسة الأرجنتينية، مما يشير إلى أن البلاد لن تتحول إلى فنزويلا.

تركيا ليست في حاجة إلى برامج صندوق النقد 

ووفقا لأصلان أوغلو، فإن النهج الرئيسي لبرامج صندوق النقد الدولي يمثل مشكلة، حيث يركز فقط على تقليل العجز الحكومي.

وقال أوغلو: "أثارت إجراءات التقشف التي أصدرها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي في عام 2010 - في مقابل مساعدات إنقاذ ضخمة - انتقادات في جميع أنحاء اليونان."

 وأضاف أنه على الرغم من أن العديد من الاقتصاديين عرضوا خيار صندوق النقد الدولي منذ اندلاع أزمة العملة العام الماضي، فإن تركيا لا تحتاج إلى طلب مساعدة صندوق النقد الدولي.

وقال أوغلو: "إذا تم تطبيق السياسات المالية الصحيحة ، فبإمكان تركيا أن تجد بسهولة الأموال التي تحتاجها لدين القطاع الخاص". 

وأضاف أن على تركيا التركيز على النمو المستدام وتطبيق الاصلاحات الهيكلية الصحيحة في مكانها الصحيح وبعد ذلك ستأتي الاموال.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!