ترك برس

أبدى الشيخ صبحي الطفيلي، أول أمين عام لـ"حزب الله" اللبناني، موقفه من تصريحات رئيس بلاده ميشال عون، التي أساء فيها بشكل سافر للدولة العثمانية.

الطفيلي، رأى أن التصريحات الأخيرة للرئيس اللبناني ميشال عون ضد الدولة العثمانية تأتي ضمن حملة اقليمية جارية ضد تركيا المدافعة عن الشعوب الإسلامية.

وقال في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية إن "تأييد رئيس الجمهورية لنتائج الحملة الصليبية على المنطقة هو جزء من ثقافة جنود تلك الحملة، وجزء من الحملة الاقليمية الحالية ضد تركيا العائدة حديثًا إلى أصالتها الإسلامية، والمدافعة عن شعوبها، والمنادية بضرورة جمع الكلمة، ونهوض الأمة من جديد".

ومضى قائلًا إن "تصريح رئيس الجمهورية هذا يدغدغ (مشاعر) إيران والخليج وسيسي مصر (الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي)".

عشية الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس لبنان، أطلق الرئيس اللبناني، ميشال عون، سلسة تغريدات عبر "تويتر"، وصف في إحداها ممارسات الدولة العثمانية بـ"الإرهابية"، واتهمها بـ "إذكاء الفتن الطائفية وبقتل مئات الآلاف من اللبنانيين ".

تلك التغريدة أثارت موجة انتقادات واسعة في لبنان، وحملات تضامن ودفاع واسعة النطاق عن الدولة العثمانية (1299: 1923).

وزارة الخارجية التركية قالت إن عون "أدلى بتصريح بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان، تضمن إشارات كيدية ومغرضة تتعلق بالعهد العثماني واتهامات بممارسة الإمبراطورية العثمانية إرهاب دولة في لبنان، وهو ما ندينه بأشد العبارات ونرفضه برمته".

وأضافت في بيان لها "إن هذا التصريح الصادر عن الرئيس عون بعد مرور أسبوع على الزيارة التي أجراها السيد مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية للبنان، لا ينسجم مع العلاقات الودية القائمة بين البلدين، وهو تصريح مؤسف للغاية وغير مسؤول".

وتابعت: "تفتخر الجمهورية التركية وتعتز بكونها وريثة الإمبراطورية العثمانية. ولا يوجد "إرهاب دولة" في تاريخ الإمبراطورية العثمانية. وعلى عكس ما تم الزعم به، فقد كان العهد العثماني عهد استقرار في الشرق الأوسط دام طويلاً". 

وأكّدت أنه "في هذا العهد ساد العيش المشترك بين المجتمعات المختلفة دينياً ولغوياً في أجواء ملؤها التسامح. وعقب الحرب العالمية الأولى انقسمت هذه المنطقة إلى مناطق نفوذ استناداً إلى سايكس بيكو، ولم تنعم بالسلام مرة أخرى. كما أن بذور المشاكل التي ينجم عنها الفوضى في أيامنا هذه زُرعت في تلك الفترة".

وختمت "قيام الرئيس عون بتحريف التاريخ من خلال الهذيان، وتجاهله كافة الأحداث التي وقعت في عهد الاستعمار الذي يعتبر مصدراً لكافة المصائب التي نراها اليوم، ومحاولته تحميل مسؤولية هذه الأمور للإدارة العثمانية، ما هو إلا تجل مأساوي لحب الخضوع للاستعمار. 

وهذه المقاربة التي تفتقر إلى الوعي لا ولن تلقى ما يقابلها في المفهوم الموضوعي للتاريخ ولا في ضمائر شعوب المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!