هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

مضى 8 أعوام على الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي، إلا أن البلد ما يزال بعيدًا عن الاستقرار ويعيش فوضى وضعفًا، كما هو الحال بالنسبة لسوريا، ومع ذلك لا خلاف على أهميته الاستراتيجية. 

ليبيا بلد منقسم ما بين الحكومة بزعامة فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة التوافق الوطني، والميليشيات الموالية للألعوبة المسماة خليفة حفتر. 

رغم اعتراف عدد كبير من دول العالم، بما فيها مجلس الأمن الدولي، بشرعية السراج، إلا أن ميليشيات حفترتحظى بدعم مصر والإمارات. 

كما أن حفتر يحظى بدعم الولايات المتحدة. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل به في أبريل/ نيسان الماضي. وقال البيت الأبيض إن ترامب "ثمَن دور المارشال حفتر في مكافحة الإرهاب وحماية حقول النفط الليبية".

وأضاف البيت الأبيض أن ترامب وحفتر بحثا "رؤية مشتركة من أجل انتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي".

أما فرنسا، التي تدعي الاعتراف بحكومة السراج، فقد انكشف دعمها لحفتر. ففي أبريل الماضي، أُلقي القبض على 13 فرنسيًّا يحملون جوازات سفر دبلوماسية على الحدود مع تونس، قيل إنهم كانوا يقدمون استشارات عسكرية لقوات حفتر. 

كما عُثر في مستودعات أسلحة تابعة لحفتر على صواريخ تعود للجيش الفرنسي. وعندما أعلنت حكومة السراج تعليق الاتفاقيات الأمنية مع فرنسا سارع ماكرون إلى تلافي الأمر واستقبل السراج في قصر الإليزيه. 

رغم وجود تركيا في المعادلة بليبيا حتى العام الحالي، إلا أنها لم تكن من الفاعلين الأساسيين. ولعبت أنقرة دورًا محوريًّا في وقف زحف قوات حفتر نحو طرابلس، فحازت على تقدير كبير من الحكومة الليبية. 

على الإثر عملت ميليشيات حفتر على خطف مواطنين أتراك، إلا أن بيان الخارجية التركية بأنها تعتبر اختطاف مواطنيها "سببًا للحرب"، دفع حفتر للتراجع. 

وأمس التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السراج في إسطنبول، ووقع الجانبان مذكرة تفاهم حول  السيادة على المناطق البحرية.

تتمتع مذكرة التفاهم بأهمية قصوى لأن أثينا أعلنت 39 كم مربع تابعة للسيادة الليبية في المتوسط، ضمن المياه الإقليمية اليونانية، بشكل غير قانوني. 

رفضت أنقرة وطرابلس هذا الوضع غير القانوني من خلال المذكرة، التي عززت من جهة أخرى، موقف تركيا على صعيد التنقيب فن النفط والغاز في المتوسط. 

من أسباب دعم فرنسا والولايات المتحدة لحفتر الحيلولة دون الاعتراف بالجرف القاري لليبيا على البحر المتوسط، ووضع حجر عثرة أمام وجود تركيا في البحر المذكور. 

كفاح أنقرة مستمر من أجل حماية الوطن الأزرق (البحار المحيطة بتركيا)..

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس