هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بدأت عام 2015، وبلغت الذروة في 2019..

أتحدث عن الحشود العسكرية للولايات المتحدة وحلف الناتو في أوروبا.

أصبحت أوروبا قاعدة عسكرية عملاقة للولايات المتحدة تبدأ من بولونيا وتصل حتى رومانيا.

تسرح دبابات ومروحيات الولايات المتحدة وتمرح منذ عامين في بلدان البلطيق، التي لا تملك حتى جيوشًا كما ينبغي. 

شارك 18 ألف عسكري من الناتو العام الماضي في المناورات التي جرت في بلدان البلطيق. هذا الرقم ليس من مواقع عادية على الإنترنت وإنما من وزارة الدفاع الأمريكية. 

تنتظر مروحيات بلاك هوك وشينوك وأباتشي على أهبة الاستعداد منذ عام 2017، في قاعدة "بزمر" لدى جارتنا بلغاريا.

وكأن منشآت الناتو القائمة في اليونان منذ 40 عامًا لم تكن كافية، حتى جاءت الولايات المتحدة وأنشأت قاعدة خاصة بالمروحيات قرب حدودنا مع اليونان (لماذا يا ترى؟). 

***

إنه حصار مقصود تمامًا ومن نوع جديد.. لكن من يستهدف؟

بالنظر إلى الوثائق الرسمية لـ "عملية عزم الأطلسي"، يعمل الحلف على محاصرة محيط روسيا عقب أزمة أوكرانيا. 

ولا بد أيضًا من اعتبار جورجيا، التي حذر الناتو روسيا قبل شهرين من المساس بها، جزءًا من عملية الحصار.

لكن هناك نقطة خطيرة، وهي أن تركيا على وجه الخصوص تبقى خارج إطار هذا الحشد (لو أن تنظيم "غولن" نجح في محاولته الانقلابية منتصف تموز 2016 لكان الوضع مختلفًا الآن). 

وعلاوة على ذلك، لا يكترث الناتو بتهديدات تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" القادمة من الحدود الجنوبية لتركيا. 

لنطرح التساؤل التالي: هذا الناتو الذي تحدثت عنه، هل يبدو أنه يعيش حالة موت دماغي؟ 

على العكس، لن يكون من الخطأ القول إن الحلف يستعد لاستراتيجية جديدة من أجل "القتل" وليس للموت. 

***

ألن نبحث فيما وراء الحشود العسكرية المذكورة والانزعاج الناجم عنها في البلدان الأوروبية. 

هناك مسألتان هامتان تتعلقان بالموضوع.

الأولى، أن الولايات المتحدة تحتل أوروبا مجددًا دون أن تشعر أحدًا بذلك.

الثانية، هل حدوث كل هذه الأمور هو تحضير لحرب مقدر لها النشوب؟

هل العدو هو روسيا؟ 

الإجابة بنعم هي هروب نحو الجانب السهل. 

الصين هي الشغل الشاغل للولايات المتحدة وحلف الناتو، اللذين لا يريدان للصين أن تتغلغل في القارة الأوروبية.

من لا يفهمون هذه الأمور الراهنة لن يتمكنوا من فهم التطورات المستقبلة.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس