حقي أوجال - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس 

حسنًا، يا سيد بوتين، قد أكون أقل لطفا وأسألك: "ما الذي تحاول إثباته بحق الجحيم؟"، ولكن بعد الاستماع إلى الاتهامات الموجهة من حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليًا في طرابلس، حيث تستعد لمواجهة هجوم من أمير الحرب الدمية الأمريكية خليفة حفتر، لا يمكن للمرء أن يكون لطيفًا. أخبرنا ماذا تفعل بحق الجحيم في ليبيا؟

على مدى سنوات كنتَ تتصرف كمراقب تتبع ما تفعله الرأسمالية بليبيا. لقد تصرفت كما لو كانت روسيا مراقبًا محايدًا تقاعد في منزل صغير في أوديسا. حتى الصغار في جامعة البوليتكنيك في بوبو ديولاسو في بوركينا فاسو كانوا أكثر مشاركة في الأحداث في ليبيا. لم تستطع دولتك العظمى التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 لحماية المدنيين في ليبيا.

دون مساعدة من المرتزقة الروس، لم يكن اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي نصب نفسا قائدا، ليصمد أكثر من أسبوع بعد الحرب الأهلية الثانية في ليبيا. شكرا للأم روسيا.

كان حفتر الأداة المهزومة والمخجلة لمعمر القذافي في حربه الفاشلة ضد تشاد، لكنه شغل أيضًا منصبًا بارزًا في القوات التي أطاحت بالقذافي في الحرب الأهلية الأولى. وفي المدة بين الحربين كان أسير الحرب التشادية يعيش في الولايات المتحدة وعاد يحمل جنسيتها، وقد اتُهم بارتكاب جريمة الحرب، وأمر بقتل أسرى الحرب أثناء استعادة درنة، ولكن بفضل الحماية الروسية، قام في عام 2014 بحل المؤتمر الوطني العام، البرلمان المنتخب.

منذ ذلك الحين يسيطر حفتر على نصف البلاد في بنغازي وما حولها. كانت الحرب بين جيش المؤتمر الوطني وقوات حفتر قد توقفت إلى حد كبير حتى وقت قريب. 

ولكن مئات من المرتزقة الروس من مجموعة فاجنر، بالإضافة إلى أحدث الطائرات بدون طيار التي يقودها أفراد من الإمارات العربية المتحدة والسعودية، غيرت ميزان القوى في الأسابيع الأخيرة.

ظلت وزارة الخارجية الأمريكية مشغولة في إصدار ما تسميه "إدانات قوية" بشأن الحرب في ليبيا. لكن العالم بأسره يعلم أن أمراء الإمارات والسعودية ما كانوا ليتدخلوا ناهيك عن السماح للطائرات بدون طيار التي تبرعت بها إسرائيل بالانضمام إلى الحرب في ليبيا دون موافقة أمريكية. وروسيا تقف إلى جانبهم، حقا؟

نعرف لماذا تساعد الولايات المتحدة وأتباعها حفتر، إذ تنتهج حكومة الوفاق الوطني وغالبية الشعب الليبي "نهجا إسلاميا". وعلى سبيل المثال، دعموا قرار اللجنة الرابعة للأمم المتحدة بتمديد عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، المعروفة باسم الأونروا، حتى عام 2023. كانت إسرائيل والولايات المتحدة هما الدولتان الوحيدتان اللتان صوتتا ضد القرار، حيث صوتت 169 دولة لصالحه وامتنعت تسع دول عن التصويت.

كما انضم ممثل حكومة الوفاق الوطني إلى تركيا في إدانتها للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وأخيرًا، وقعت حكومة الوفاق اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع تركيا. أعلن قادة الاتحاد الأوروبي أن الاتفاقية غير قانونية، أما اليونان وقبرص ومصر فقد أثارت الاتفاقية غضبهم لأنها ستحرمهم من التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.

قد يكون غضب هؤلاء المغتصبين مفهوما؛ لأن سرقتهم للغاز والنفط من شعوب أخرى ستتوقف. لكن لماذا ترفض روسيا؟ أين وجدت قوات حفتر الطاقة المتجددة والقدرة على التحمل (والبنادق والمدفعية والعربات المدرعة) للإعداد لهجوم على طرابلس. وفقًا للتقارير الإقليمية، يمكن لقوات حفتر أن تهزم حكومة الوفاق الوطني هذه المرة. يبدو أن التناقض الأمريكي بشأن الحرب الأهلية الليبية، وسياستها الكارثية "انتظر وانظر" ومكالمة الرئيس دونالد ترامب الهاتفية مع حفتر، هي العوامل التي أدت إلى تغيير موازين القوى في ليبيا.

يبدو أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مهتمان فقط بما يسمونه جيوب داعش في ليبيا. كما هو الحال في سوريا، وتلك الذريعة مجرد قناع لإخفاء نواياهم الحقيقية: وضع مقاليد ليبيا في أيدي موثوق بها، في الوقت الحالي، والتي يبدو أنها يد حفتر. 

نعرف على نحو ما لماذا تدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومصر واليونان والإمارات والسعودية حفتر، لكن لماذا تؤيده بحق السماء، أيها الرفيق بوتين؟

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس