حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما استلم عمران خان منصب رئاسة الوزراء في باكستان فرح الكثير من طلابي الباكستانيين والبنغاليين والسريلانكيين وأمضوا أوقاتًا طويلة في الأحاديث عنه. 

كان ذلك من حقهم ومن حقنا. الشعب الباكستاني الشقيق كان بحاجة للسكينة والطمأنينة بعد انقلاب ضياء الحق الذي لم يكن له أي وجه حق، وإعدام ذو الفقار بوتو، واغتيال ابنته بينظير بعد أعوام، وتتابع حكومات عقيمة شلها الفساد وقادها رؤساء وزراء فاشلين.

لم تكن باكستان بحاجة للسكينة فقط، وإنما لمساعدات خارجية عاجلة وكبيرة. فالحكومات الفاشلة، وعلى الأخص نفاق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي وصل حد الخيانة، وضعا باكستان تحت رحمة صندوق النقد الدولي. 

وصلت احتياطيات البلاد من العملة الأجنبية إلى الصفر، وارتفعت نسبة التضخم إلى مستويات عالية جدًّا، فضلًا عن تفاقم عجز الميزانية. 

لجأت باكستان باستمرار إلى صندوق النقد الدولي واقترضت منه 22 مرة. وتقف باكستان على باب واشنطن حاليًّا طالبة المال من صندق النقد الدولي والبنك الدولي. 

ولأن كل قرش تجبيه باكستان من الضرائب تم تسديده كضمان لقروض سابقة فليس من المنتظر من صندوق النقد الدولي أن يتعامل بسخاء مع باكستان. فماذا على السياسي أن يفعل في مثل هذه الحالات؟

الإجابة عن هذا السؤال متعلقة تمامًا بهوية وشخصية السياسي. فمن جاء من أوساط الشعب ممثلًا لعزمة وإصراره يخرج على الشاشة ليتعهد بتقديم وصفة واقعية للشعب تحتوي على مر الدواء. 

منظمة التعاون الإسلامي هي أول مؤسسة يطرق بابها هذا السياسي، ويشارك في قممها ويطلب منها المساعدة دون الحاجة إلى صندوق النقد الدولي. 

لكن إذا كان هذا السياسي منتخب فقط لأنه كان رياضيًّا محبوبًا، فهو سيركب طائرات يرسلها إليه أغنى رجلين في العالم الإسلامي وليا العهد السعودي والإماراتي، ويتجه مهرولًا إلى عاصمتي بلديهما. 

بيد أن هذين الشخصين لن يقددما المساعدات دون مقابل. فالقسط الأول من المال الموعود دخل خزينة باكستان وفي المقابل طُلب من نجم الكريكيت (عمران خان) عدم المشاركة في قمة كوالالمبور برعاية تركيا وماليزيا وقطر.

ينبغي على رئيس الوزراء الباكستاني ألا يظن بأن الأمر سيتوقف عند هذا الحد. هناك مطالب أخرى ستتوالى. لن تأتي النقود فقط، ولكن سترد أوامر أخرى.. افعل ولا تفعل.

بل إن أول طلب سيصل عمران خان هو أن يدع كشمير وشأنها. ولو أن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تخشيا رد فعل العالم الإسلامي لكان الطلب أن يدع كشمير للهند. 

لن يتخلى العالم الإسلامي عن أشقائه الباكستانيين بسبب عمران خان الذي لم يعرف المعاناة في حياته واختار السبيل الأسهل عندما أصبح سياسيًّا. وتركيا ستقف دائمًا إلى جانب باكستان.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس