ترك برس 

تناول تقريرلموقع "دويتشه فيله" الألماني (DW)، الدعوة التي وجهتها الصومال إلى تركيا للتنقيب عن النفط في مياهها بعد سنوات قضتها أنقرة في بناء الثقة في المنطقة. 

ويقول التقرير إن علاقة تركيا الوثيقة بالصومال ليست جديدة، فقد كانت تركيا مصدرًا رئيسيًا للمساعدات إلى الصومال منذ عام 2011 عندما زار أردوغان البلد الذي تجتاحه المجاعة.

وأضاف أن تركيا سرعان ما زادت من مساعداتها، وأسست مشاريع تنمية جديدة، وانخرطت في عملية بناء الدولة بعد انتهاء الصراع، لتصبح واحدة من أوائل الدول التي استأنفت العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع الصومال بعد الحرب الأهلية.

كما كانت تركيا أول من يستأنف الرحلات الجوية إلى مقديشو. واليوم، لا تزال الشركات التركية تدير الميناء الرئيسي لمطار مقديشو، بل وتوفر التدريب العسكري لجنود الحكومة الصومالية.

وقال بريندون كانون، الأكاديمي المتخصص في القوى الخارجية وتفاعلاتها مع القرن الإفريقي: "في حالة علاقة تركيا والصومال، فقد كانت إلى حد كبير مربحة للطرفين، وتطورت بسرعة إلى علاقة اقتصادية. وقد ساعد على ذلك مدفوعات أنقرة النقدية المباشرة للحكومة الفيدرالية الصومالية، فضلًا عن الفوز بعقود كبرى لمشاريع البنية التحتية في مقديشو."

بدوره أشار دوغا إرلاب، أستاذ دراسات النزاع، إلى أن تركيا على مدى السنوات العشر الماضية، كانت تبني قنوات ثقة بين الصومال وأنقرة. 

ويقول الموقع إن ما يفسره البعض على أنه سياسة خارجية تركية حازمة ومتنامية بشكل متزايد تجاه أفريقيا هو نتيجة للسياسات الداخلية.

وقال إيرلاب: "الدافع الأساسي لتركيا هو محلي في النهاية. لذلك حاولت أنقرة، بوصفها عضوًا في مجموعة العشرين وكقوة وسط قوية، العمل بنشاط على تعزيز النفوذ التركي في مناطق خارج نطاقها الطبيعي. أفريقيا هي نقطة مضيئة خاصة في هذه الحالة، بالنظر إلى النجاحات التركية هناك".

ووفقا لإيرلاب، فعلى الرغم من أن "طموحات تركيا العالمية بأن تصبح قوة إقليمية وإنعاش وجودها في المناطق العثمانية السابقة تعد جزءًا من سبب اهتمامها، فإن الطاقة هي العامل الرئيسي وراء قرار تركيا بالحفاظ على روابطها بالقرن الأفريقي، بسبب الحاجة إلى موارد يمكن الوصول إليها".

ولكن على الرغم من أن الكثير قد قيل عن تأثير تركيا في القرن الإفريقي، وخاصة الصومال، فإن  بعض المراقبين ما زالوا حذرين من المبالغة في تقدير نفوذها في المنطقة.

ويقول بريندون  كانون: "على غرار جميع الدول، فإن لتركيا حدودًا لقدرتها على إبراز قوتها بأي صورة ناعمة أو صلبة. سوف تحافظ على الموارد القريبة من الوطن في عالم البحر الأبيض المتوسط."

وفيما يتعلق بتعزيز الدور التركي في السودان، يقول كانون: "ما زال من غير الواضح ما هي مصالح أنقرة مع الحكومة الجديدة في السودان وكيف تحاول التأثير فيها بطريقة أو بأخرى".

واستبعد كانون أن تكون تركيا قادرة على فعل الكثير في السودان والتنافس بشكل أساسي مع الولايات المتحدة وبريطانيا في هذه المرحلة.

النفوذ التركي والصراع في القرن الأفريقي

ويشير التقرير إلى أن نفوذ تركيا في القرن الإفريقي قد فسر أيضًا على أنه وسيلة لمواجهة الخصوم الخليجيين الأقوياء.

وأوضح أنه بالنظر إلى تاريخ الصومال كدولة غير مستقرة وموقعه الاستراتيجي على طول مضيق باب المندب  الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، فقد استخدم كحافز لأنواع طموحات دول الخليج.

واتهمت دولة الإمارات الصومال بالوقوف إلى جانب قطر، في حين اتهمت الصومال الإمارات بتهديد استقرار الصومال من خلال دعم دولة أرض الصومال الانفصالية، حيث كانت تخطط أصلًا لبناء مطار عسكري.

ويقول كانون: "يمكن أن يؤدي الصراع الخليجي إلى تفاقم القضايا الإقليمية والمحلية داخل الصومال نفسه ثم الانتقال عبر القرن الأفريقي".

وأضاف أن "ما تفعله تركيا والدول الخارجية الأخرى لا يولد صراعًا، ولكنه يؤدي إلى تفاقم خطوط الصدع الحالية للصراع، وهنا تكمن المشكلة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!