ترك برس

حضّرت خبيرة التعليم التركية “مينة أكينجي” رسالة الماجستير الخاصة بها في سياسات التعليم، وأمضت في إعدادها سنة ونصف في المناطق القروية، حيث درست وعاش مع عائلتها في القرية.

اهتمت أكينجي بالتعليم وتطويره بشكل خاص منذ صغرها، وعملت في منظمات المجتمع المدني منذ كانت طالبة في الثانوية. وقد جعلها ارتباطها بالقرى تجتهد لتطوير التعليم بالقرى نظرا لصعوبة التدريس فيها، وبالأخص من قبل المعلمين الخريجين الجدد الملزمين في التدريس بالقرى بعد تخرجهم دون أدنى خبرة عن كيفية ذلك.

وبعد حصولها على رسالة الماجستير، التقت أكينجي بأصدقائها لتبدأ معهم بالعمل على الوصول إلى معلمي القرى بالذهاب إليهم والاجتماع بهم، بهدف تطوير أساليب التعليم في القرى وإعداد المعلمين الخريجين بالاستفادة من المعلمين ذوي الخبرة، وقد أثمرت جهوده هذه خطوة بخطوة عن تأسيس “شبكة تغيير المدارس في القرى” (KODA) في كانون الأول/ ديسمبر 2016.

تهدف شبكة تغيير مدارس القرى لدعم المعلمين المعينين حديثا في هذه المدارس، من خلال جمعهم بالمعلمين ذوي الخبرة، كما نظمت منذ تأسيسها ورش عمل للأطفال.

تعمل الجمعية للوصول إلى كل المعلمين والطلاب في تركيا، وتساعدهم على أداء واجباتهم بأفضل الطرق في الظروف الصعبة للمدارس القروية، ويتجول متطوعو الجمعية من مدينة إلى مدينة في جميع أنحاء تركيا لتقديم الدعم التربوي للمدرسين والطلاب.

وفي حديثها عن أنشطة الجمعية لقناة “تي ري تي”، قالت أكينجي: "يرتكز عملنا على محورين رئيسيين، أحدهما برنامج اجتماعات المعلمين العاملين حاليا في مدارس القرى، ونسعى جاهدين لدعمهم بطريقة متكاملة. عملنا حتى الآن في شانلي أورفة وديار بكر، ونجتمع كل شهر مع معلمين متطوعين من هذه المناطق. وقد تحول البرنامج من كونه تجمعًا للمعلمين ليصبح داعما للتطوير الشخصي والمهني للمعلمين وفرصة لهم للتعارف والتواصل الاجتماعي”.

ولدى سؤالها عما قدمته الجمعية من أنشطة للأطفال، أجابت قائلة: “صممنا برنامج ورش عمل للأطفال لدعم المرشحين المعلمين من طلاب معلم الصف في كليات التربية، يتبادل فيها معلمو القرية تجاربهم مع الطلاب. ويذهب طلاب الجامعة في مجموعات صغيرة إلى القرى لإجراء ورشات عمل فردية مع الأطفال في مدارس القرى”.

وتابعت قائلة: "نعمل عبر هذه الورش على تعليم الأطفال حقوق الإنسان، وحقوق الحيوان، والتضامن... وتحظى جميع ورش عمل الأطفال بإنجازات أكاديمية لدعم مهارات الأطفال الاجتماعية والعاطفية، ونعمل أيضا على مواضيع مختلفة في الورشات”.

كما تحدثت أكينجي عن كيفية استفادة المعلمين المعينين حديثا من الجمعية قائلة: "معظم معلمي الصف المتخرجين من كليات التربية يعينون في مدارس القرى، ولسوء الحظ الجامعات ليس لديها برامج لإعداد الطلاب للمدارس القروية، ويساعد مشروعنا الطلاب المعلمين على التكيف مع مدرسة القرية بسهولة أكبر”.

وعن آلية نشر البرنامج عبر تركيا، قالت أكينجي: "بدأنا بالعمل مع وزارة التعليم في إطار برنامجنا، فنظمنا معا تدريب للمعلمين الذين يعملون في القرى جنبا إلى جنب في تركيا، كما أصبحنا مسؤولون عن تخطيط وتنفيذ تدريب المعلمين الجدد. من ناحية أخرى، أعددنا كتب توجيه لمعلمي القرى الذين يدرسون في فصول مشتركة، كتاب يحتوي على الأنشطة وكتاب يتكون من خبرات وتجارب المعلمين، ونعمل لتحويل كل المحتوى التعليمي إلى محتوى رقمي، وتوفيره لجميع معلمي القرى الذين سيتمكنون من الوصول إليه من أي مكان وفي أي وقت”.

وعن عدد المعلمين و المدارس التي وصل إليها المشروع، قالت: "وصلنا إلى أكثر من 400 معلم من خلال اجتماعات المعلمين و الأنشطة التي قمنا بها حتى الآن، وعملنا مع نحو 150 طالبًا جامعيًا، وبالرغم من بدايتنا الجديدة إلا أننا وصلنا إلى 500 مدرسة”.

وعن المناطق و المدن التي وصلتها الجمعية، قالت: "وصلنا إلى ديار بكر وشانلي أورفا، ومنذ أن بدأ برنامج اجتماعات المعلمين، أنجزنا ورش عمل للأطفال في إزمير وسامسون وموش، وفي هذا العام أيضًا في ديار بكر، كما عملنا في مناطق من قبل ولم نستمر فيها مثل سيواس وقسطموني وبايبورت”.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!