برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تحول التوتر مع نظام الأسد إلى قتال قريب. تتجه الأحداث نحو العمليات العسكرية الميدانية. السؤال الخطير الآن هو "هل ستنتقل تركيا إلى المرحلة الثانية في إدلب؟".

القصد بالمرحلة الثانية هي التوجه إلى السيطرة الميدانية. أي تقوية نقاط المراقبة وفرض السيطرة على المناطق المحيطة بها، علاوة على إنشاء منطقة آمنة بعمق 30-40 كم داخل الحدود من أجل النازحين. 

السبب في تصاعد التوتر إلى هذا الحد بإدلب هو انتهاك روسيا والأسد الهدنة بذريعة "الهجمات الإرهابية" على الرغم من عدم قيام هيئة تحرير الشام بأي تحركات. 

صبرت أنقرة كثيرًا للمحافظة على الهدنة، في حين واصل الجانب الآخر قصف المدنيين دون اعتبار لمدارس أو مستشفيات. لم تقبل تركيا بتوجه قوات الأسد من معرة النعمان إلى سراقب للسيطرة على الطريق البري بأكمله. 

من الواضح أن النظام يريد انسحاب تركيا من نقاط المراقبة. لم يبق أمام أنقرة سوى التحرك الميداني في مواجهة الهجمات الوقحة للنظام. 

تقوي أنقرة نقاط المراقبة، علاوة على التحركات الميدانية لقوات المعارضة، ومن نقاط المراقبة تنطلق إلى السيطرة الميدانية. 

رسالة أردوغان

أنقرة عازمة على التوضيح لدمشق أنها لا تستطيع السيطرة على إدلب بأكملها وإجبار السوريين على الهجرة إلى تركيا. تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي عقده قبيل زيارة أوكرانيا، يظهر أن بلاده لن تتحاشى القتال القريب مع النظام في حال اعتدائه على قواتها. 

الاحتمال قائم بأن يمتد القتال إلى حلب وتل رفعت وعين عيسى وشرق الفرات. ما يثير الفضول الآن هو ما سيكون عليه موقف موسكو إزاء عزم أنقرة، وفيما إذا كانت ستغامر بالتعاون الروسي التركي  في سبيل أطماع الأسد. 

أعلن أردوغان بصراحة عن مطلب أنقرة من موسكو بالقول: "على الأخص السلطات الروسية ليست معنية بتحركاتنا وإنما النظام، وما نريده ألا تقف حائلًا بيننا وبينه".

الإيماء إلى ضرب الأسد يدل على أن أنقرة وموسكو سوف تديران التوتر بين بخصوص إدلب من خلال مقاربة جديدة. 

آن أوان تقديم المصالح المشتركة

تبادل المعلومات بين الضباط الأتراك والروس مهم من أجل تلافي وقوع مشاكل من الناحية العسكرية. ينبغي على موسكو أن تتخلى عن التغاضي عن المصالح الحيوية لأنقرة في إدلب. 

تثير المقاربة العدوانية المتزايدة أزمة إنسانية عميقة. وهذا ما يجمد مسار أستانة. على روسيا، التي تستعرض قوتها في توازنات أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ألا تنسى بأن تركيا فاعل مؤثر في هذه المناطق. 

أما في حال وقوف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة موقف المتفرج من المجازر المرتكبة بإدلب فإن أزمة اللاجئين ستضرب العواصم الأوروبية. وعلى الاتحاد الأوروبي أن لا ينسى أبدًا بأن تركيا هي من يحمي حدوده.

عن الكاتب

برهان الدين دوران

مدير مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في أنقرة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس