حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي انعقدت قمة رباعية للناتو في لندن حول سوريا. كان من المنتظر أن تتبعها قمة أخرى في إسطنبول. 

لو أن الناتو أعلن آنذاك دعمه غير المشروط لتركيا في مواجهة النظام غير المشروع في سوريا، وأكد ضرورة استمرار نقاط المراقبة في إدلب، واتخذ موقفًا حازمًا ضد روسيا والنظام، لما وجد هذا الأخير الجرأة على مهاجمة القوات التركية. 

قمة لندن بدأت وانتهت بتصريحات غير متزنة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وعقب القمة خرج ماكرون أمام الصحافة وردفع بالزعماء الآخرين جانبًا ليدلي بتصريحات ويأتي بحركات وإيماءات، لكن قمة إسطنبول لم تنعقد. 

ماذا حدث؟ منحوا الأسد جرأة بالمجان، فسقط 50 من جنودنا 33 منهم في هجوم واحد. لكن مقابلهم دفنا 3 آلاف من عناصر النظام في إدلب. لم يضعوا في الحسبان مدفعيتنا وطائراتنا المسيرة ومقاتلاتنا. 

لقنت عملية درع الربيع، التي انطلقت في 27 فبراير/ شباط، خلال أسبوع واحد، الأسد وبوتين درسًا لن ينسياه. فعاد اتفاق إدلب للتطبيق وأوقفت أنقرة سياسة روسيا في دفع أهالي إدلب إلى الحدود التركية. 

وعلاوة على ذلك، أقدمت تركيا على خطوة كان من الواجب عليها اتخاذها قبل تسع سنوات، فقررت عدم منع المهاجرين واللاجئين من التوجه إلى أوروبا. وهكذا رضخ الاتحاد الأوروبي، مع الأسد وبوتين، إلى سياسة إبقاء السوريين في سوريا. 

أدرك ماكرون وميركل أن مقاهي باريس وبرلين ستمتلئ بطريقة أو بأخرى باللاجئين الذين تسرق اليونان نقودهم وتجردهم من ملابسهم وترميهم بالغازات المسيلة للدموع وتصب عليهم الماء المغلي لطردهم من حدودها. 

ولذلك سيحمل ماكرون وميركل حقيبتيهما ويأتيان إلى إسطنبول الثلاثاء القادم، لكن قبل هذا الاجتماع أود أن أوجه إليهما نصيحة لن يقدمها لهما سفيراهما. 

لذلك أقول لهما: "لا تقولا خلال المحادثات ’سندفع أموالًا إلى تركيا وفي المقابل لا ترسلوا اللاجئين’. وحتى لا تأتيا على ذكر الأموال أبدًا. ركزا فقط على كيفية إتاحة الإمكانية للشعب السوري كيف يعيش مجددًا في بلاده. لا تنسيا ضرورة عودة السوريين إلى بلادهم، ليس فقط أولئك المقيمين في تركيا وإنما السوريين في الأردن ولبنان".

بعد الأداء الذي قدمه في قمة لندن لا يستحق السيد ماكرون هذه المساعدة، ولكن الأمر لا يتعلق به وإنما بتأمين مستقبل الشعب السوري. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس