ترك برس

تناول مقال للكاتب سبيروس موسكوفو، مدير القسم اليوناني في شبكة دويتشه فيله الألمانية، انتهاكات السلطات اليونانية بحق اللاجئين الذين يتوافدون على حدودها من الأراضي التركية.

ويقول موسكوفو: "صور مربكة تصلنا هذه الأيام من اليونان: قوات أمن تستخدم على الحدود اليونانية التركية حيث نهر إيفروس (مريج) الغاز المسيل للدموع ضد لاجئين ومهاجرين يحاولون العبور إلى أوروبا. 

وفي الليل يقوم حرس مدني بدوريات في المنطقة بحثا عن أجانب وصلوا إلى البلاد. وفي جزيرة ليسبوس يحاول سكان إبعاد قوارب لاجئين عن الشاطئ. 

وليس بعيدا عن مخيم اللاجئين المخيف موريا تقوم مجموعات يمينية متطرفة بمضايقة أعضاء منظمات الإغاثة ويضربون صحفيين".

ويضيف: "خمس سنوات بعد أزمة اللجوء الكبرى الأولى تكشف اليونان للأجانب عن وجهها الثاني ـ الوجه المهين للبشر. 

فأوقات الخباز الشهير الذي وزع الخبز على اللاجئين وتم تتويجه بالجائزة الأوروبية للمجتمع المدني تبدو قد ولت".

وتابع المقال: "منذ تدفق اليائسين على الحدود الشمالية الشرقية لليونان بتشجيع من الرئيس أردوغان الذي فتح الحدود أمامهم توجد البلاد في نوع من حمى الحرب. 

فحتى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين شعرت الآن بأنها ملزمة بالمناشدة من أجل اعتماد تعامل معتدل لقوات الأمن اليونانية مع اللاجئين على نهر إيفروس.

تتحمل مسؤولية هذا التطور بوضوح الحكومة المحافظة لرئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي أراد منذ البداية اتباع نهج متشدد إزاء اللاجئين. 

والمتحدث باسم حكومته، ستيليوس بيتساس أعلن عقب الأحداث على نهر إيفروس بأن البلاد تواجه "تهديدا غير متكافئ". وهذا المصطلح العسكري المنتقى عن قصد قلب الصفحة، فبين عشية وضحاها تحولت مشكلة اللاجئين في اليونان إلى مشكلة أمنية.  

والأجواء انقلبت بالتالي، ففي مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة بأنها ليست موقعا للمنصفين سياسيا تصب منذ تلك اللحظة وبدون انقطاع تعليقات عنصرية ضد الأجانب في البلاد، لا بل حتى ضد برامج ومحتويات دويتشه فيله حول وضع اللاجئين.

خمس سنوات بعد 2015 يجب ملاحظة أن اليونان قلما هي قادرة على مواجهة تحدي نحو 110.000 لاجئ في البلاد حاليا. وهذا رغم الموقف الإيجابي في البداية لشرائح كبيرة من السكان ورغم مئات ملايين اليورو التي تدفقت من بروكسل. 

وهناك مؤشرات لم تتم متابعتها حول اختلاس أموال أوروبية بشكل متكرر. أما معالجة طلبات اللجوء بشكل فعال فلم تحصل أبدا. ولم يحصل نقاش واسع حول اندماج محتمل للاجئين في المجتمع اليوناني. 

والحكومات في أثينا كيفما كان لونها تجاهلت باستمرار النداءات القادمة من جزر اللاجئين في ليسبوس وكوس أو ساموس.

والمجتمعات المحلية في الجزر لم تتمكن من تحمل ثقل الوافدين الجدد لوحدها. ومخيم اللاجئين موريا في ليسبوس تدهور منذ مدة إلى حي عشوائي لليائسين. وضع يشكل أرضا خصبة للعنصرية التي ظهرت حديثا. 

"يجب (على اللاجئين) أن ينصرفوا جميعا إلى بلدانهم، وعندما يتحسن الوضع هناك يمكنهم العودة كسياح. وقتها سنرحب بهم"، يقول رجل من ليسبوس (جزيرة ميدلي) في تحقيق صحفي مع دويتشه فيله".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!