ترك برس

ازداد الطلب على الكولونيا التي تساعد في تعقيم اليدين الذي يعد أحد أهم وسائل منع تفشي فيروس كورونا، وتنتج ورشة عمل في أحد سجون ولاية ديار بكر جنوب شرق تركيا يوميًا أطنانًا من مادة الكولونيا.

فمع تزايد الطلب على الكولونيا، تسارع العمل في ورشة السجن بديار بكر، مما أدى إلى تضاعف طاقتها الإنتاجية من 40 طنًا يوميًا، إلى 80 طنًا، ينتجها 50 سجينًا ليواكبوا حاجة السوق من الكولونيا.

وقد صرحت المسؤولة عن الورشة رمزية أصلان قائلة: "زاد الطلب على منتجاتنا بشكل لا يصدق بعد حادثة فيروس كورونا، مثل منظف الأسطح، والكولونيا، ومعطر الغسيل، الذي تنتجه مؤسساتنا العامة بأيدي مواطنينا".

وأضافت أصلان أنّه قد تم تعديل نظام ضبط ورديات ساعات العمل يوميًا بهدف تلبية الطلبات المتزايدة من منتجات الورشة.

وليس سجن ديار بكر الوحيد الذي تحول إلى ورشة عمل تنتج الكثير من البضائع، فقد ذكرت صحيفة يني شفق في آذار/ مارس 2019، أن هناك 302 سجنًا من أصل 374 سجنًا في تركيا تضم ورشات عمل مختلفة، إضافة إلى تقديمها دورات للتدريب المهني.

وأوضحت الصحيفة ان بداية فكرة ورشات العمل في السجون التركية كانت قبل 20 عاما. تنشط هذه الورشات في 180 مجالًا، ويعمل فيها أكثر من 58 ألف سجين، مما يساعد في اندماجهم بالمجتمع بعد انتهاء مدة محكوميتهم، وحصولهم على شهادة مهنية معتمدة توافق معايير الاتحاد الأوروبي.

يعتبر "سجن مالتبه رقم 2" السجن الأكبر في تركيا من حيث عدد المساجين، إذ يضم حوالي 2800 سجين، يعمل منهم 300 سجين في ورشة عمل السجن المتخصصة في الألبسة والخياطة.

وقد انطلقت فكرة ورشة عمل الألبسة هذه في عام 2000. ويتمتع العاملون فيها من المساجين بتأمين صحي وراتب شهري، ويستفيدون أيضًا بنسبة أرباح عن منتجاتهم المباعة.

وبعد نجاح ورشة الألبسة، أسست ورشة لإنتاج خِفَاف المنازل والفنادق في عام 2004. وقالت صرحت تشيدام دورسون، مسؤولة ورشة العمل في سجن مالتبه: "ننتج 2,5 مليون خُفّ سنويًا، يُصدّر منها نصف مليون إلى خارج تركيا".

ويملك السجين حرية الاختيار بالعمل في الورشة، ولا يجبر أي سجين على العمل بها. ويسهم بعض السجناء من خلال عملهم في التخفيف من أعباء أسرهم المالية بالراتب الذي يستلمونه، ومنهم من يكمل دراسته عن بعد أيضًا.

ويذكر أن ورش عمل السجون في تركيا صارت نموذجًا مميزًا، تسعى الكثير من الدول في العالم للاقتداء بها، ومن بينها دول الاتحاد الأوروبي.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!