كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

طوابير بطول كيلومترات تمتد أمام المحلات، رفوف خالية، أناس يتشاجرون من أجل الحصول على مواد تنظيف، ومرضى يلفظون أنفاسهم الأخيرة على المقاعد الخشبية في الطرق بعد أن فقدوا أملهم بالمستشفيات..

هذه المشاهد المخيفة ليست من تركيا، وإنما من أمريكا وأوروبا. هناك يفتقدون إلى مشاعر التضامن بقدر ما هي أنظمتهم الصحية قاصرة. 

تحولوا إلى كائنات أنانية لا تأبه بالقيم الاجتماعية. بفضل هذه الجائحة، توفرت الفرصة لدى جيلنا الجديد كي يرى بوضوح أكبر الوجه الأناني والبارد للغرب.

ندرك قيمة بلدنا بشكل أفضل في هذه الأيام، فهو يرسل طائرة خاصة من أجل خمسة أشخاص. وتقف الدولة فيه بكل مؤسساتها في خدمة الشعب. 

عمليات التحليل والعلاج التي تكلف آلاف الدولارات في الغرب تجرى في تركيا بالمجان. ولا تقول الدولة: "ابقوا في منازلكم ولا تأتوا إلى المستشفى. ابحثوا في الإنترنت وعالجوا أنفسكم".

نملك واحدًا من أفضل الأنظمة الصحية في العالم. بل إننا قدمنا الدعم والمستلزمات الطبية في هذه الأزمة لأوروبا وللبلدان المجاورة. 

نحن من البلدان المعدودة الناجحة في مكافحة فيروس كورونا. تعمل المنظومة الصحية والمؤسسات معًا. رغم اتخاذ التدابير لكن الخطر ما يزال قائمًا. 

خلال هذه الفترة الخطيرة، لا تتوانى المعارضة وبعض الأسماء المفسدة على تشويه صورة منظومتنا الصحية، وفي مقدمتها "رابطة الأطباء الأتراك"، التي تسعى لإحباط المعنويات بحجج مختلفة. 

فيومًا تتحدث عن التحاليل الخاصة بالفيروس لتشوه صورة النظام الصحي، ويومًا آخر تدعي أن الأوضاع سوف تسوء في تركيا، في مسعى لبث الخوف والهلع في النفوس. 

في الحقيقة، يريد هؤلاء أن تُنهب المحلات في تركيا، وأن يموت المرضى على المقاعد الخشبية في الشوارع، وأن تظهر مشاهد العجز في البلاد. 

لكن آمالهم بحدوث هذه المصائب خابت. فتركيا من أنجح البلدان في العالم سواء في إجراء التحاليل للمشتبه بإصابتهم، أم في مجال التدابير المبكرة التي اتخذتها من أجل الحيلولة دون تفشي الفيروس. 

في الأثناء، من الملاحظ أن البعض لا يلتزم بدعوات "البقاء في المنزل". إذا نجحنا في المكوث بمنازلنا لعدة أسابيع يمكننا الفوز في مكافحة الفيروس. فلا بد للجميع من إجبار نفسه على تمضية وقته في بيته. 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس