ترك برس

أكّد تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية أن الميليشيات غير الشرعية التي يقودها الإنقلابي خليفة حفتر، تعرضت إلى نكسة غير مسبوقة منذ وقف إطلاق النار، في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي. 

وأشار التقرير إلى أن النكسة تمثلت عندما اقتحمت قوات الحكومة الليبية قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية (140 كلم جنوب غرب طرابلس)، ولم تنسحب منها إلا بعدما أسرت 27 عنصرا من مليشيات حفتر، بينهم طيارون وتقنيون، بهدف شل نشاطها وليس السيطرة عليها.

وفي نفس اليوم، أطلقت قوات الوفاق عملية "عاصفة السلام"، التي تمثل مرحلة جديدة بعد عملية "بركان الغضب"، والتي كان دورها الرئيسي الدفاع عن العاصمة، في حين أن العملية الجديدة، هدفها الانتقال إلى مرحلة الهجوم بعد الدفاع.

وبحسب الوكالة، شملت الهجمات مختلف المحاور جنوبي طرابلس (مثل الأحياء البرية والكزيرما والطويشة والرملة، ووادي الربيع والزطارنة)، ولكن الهجوم الرئيسي والمفاجئ كان على قاعدة "الوطية"، مركز غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة لمليشيات حفتر

ولم تكتف قوات الوفاق بأسر عناصر حفتر في قاعدة الوطية، وقتل عدد منهم وتدمير عدة آليات وطائرة على الأرض، بل أعادت في اليوم التالي الإغارة عليها جوا، بعد أن تراجع نشاط سلاح جو الوفاق في الأشهر الأخيرة.

وكرر طيران الوفاق القصف الجوي، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، حيث أقرت صفحات موالية لحفتر بمقتل 3 عناصر مسلحة من قبيلتي الرجبان والرياينة.

لذلك شكل اقتحام قوات الوفاق لقاعدة الوطية، أحد أكبر انتصاراتها منذ هجومها على مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، في 26 يونيو/حزيران 2019، والتي اتخذتها مليشيات حفتر منذ أبريل/نيسان 2019 مركز عملياتها الرئيسية للسيطرة على طرابلس.

كما شمل الهجوم مناطق موالية لحفتر واقعة بين بلدة سوق الخميس (45 كلم جنوب طرابلس) ومدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، وفي منطقة الهيرة، شمال غريان، مما يعني أن ميدان المعركة اتسع بشكل غير مسبوق منذ إعلان وقف إطلاق النار في 12 يناير الماضي.

وفي محاولة لرفع معنويات عناصره بعد أن كادوا يفقدون غرفة عمليات المنطقة الغربية بقاعدة الوطية، هاجمت قوات حفتر منطقة أبو قرين، التي تعد خط الدفاع الأول عن مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، التي تملك أقوى الكتائب عددا وعدة وأكثرها تنظيما.

وانطلقت مليشيات حفتر من منطقة الوشكة، غرب مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، وهاجمت كتائب الوفاق في أبو قرين، التي لا تبعد عن مصراتة سوى 110 كلم جنوبا، ومنها تنعطف شرقا على الطريق الساحلي باتجاه سرت، حيث لا تفصلها عن الوشكة سوى أقل من 50 كلم، وهي منطقة الاشتباك الحالية، التي تقع بها عدة قرى مثل القداحية وزمزم والهيشة.

ولأن أبوقرين لا توجد بها منظومات دفاع جوي للطرفين، فقد تدخلت الطائرات المسيرة بفعالية في هذه المنطقة المفتوحة وشبه الصحراوية رغم قربها من البحر، وقتل في هذه المواجهات العشرات من قوات حفتر (130 عنصر بحسب بعض المصادر)، على رأسهم اللواء سالم درياق، قائد غرفة عمليات سرت الكبرى، ونائبه العميد القذافي الصداعي، بالإضافى إلى العقيد علي سيدا التيباوي، قائد الكتيبة 129، وضباط آخرين سواء في قصف بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة لمواقعهم خاصة بالوشكة، أو خلال الاشتباكات مع كتائب مصراتة في مناطق القداحية وزمزم والهيشة وأبوقرين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!