طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

"تركيا تمتلك مزايا هامة في النظام العالمي الجديد. من لا يرون ذلك يفوتهم المشهد الكامل". هذه العبارات لمايكل دوران خبير الشؤون السياسية في معهد هادسون الأمريكي.

 دافع دوران في السابق عن طروح تركيا حول تنظيم "ي ب ك"، الذي تتعاون الولايات المتحدة معه في شمال سوريا، وأكد أنه و"بي كي كي" تنظيم واحد. 

درس دوران رسائل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول وباء كورونا، وأومأ إلى أن نظامًا عالميًّا جديدًا سيتأسس بعد الوباء، وشدد أن تركيا تمتلك مزايا هامة في هذا النظام الجديد. 

وكما يقول دوران يبدو أن نظامًا عالميًّا جديدًا سوف يُؤسس، هذا ما تظهره المعطيات الحالية. الاتحاد الأوروبي يعيش هزة سياسية واقتصادية، وليس من الواضح كيف سيخرج من هذه الفترة. 

أجراس الإنذار الاقتصادية تقرع في الولايات المتحدة، ونفوذ الدولار أصبح موضع جدل. 

الصراع الروسي الغربي يتوسع. يمكننا أن نرى ذلك في الأضرار الاقتصادية الموجهة لروسيا جراء خفض أسعار النفط، وفي التصعيد العسكري بين الناتو وموسكو. 

بعد أن كنا مشغولين بالحديث عنهما إلى ما قبل شهر فقط، أصبحت قضيتا شرق المتوسط وسوريا على الرف حاليًّا. من الواضح أنهما ستعودان إلى الواجهة عقب تجاوز الوباء، لكن سيكون الكثير من التوازنات قد تغير. 

هذا الجزء يهم تركيا عن كثب. أومأ مايكل دوران إلى أن التوازنات ربما تتغير لصالح تركيا في سوريا وشرق المتوسط. لأن المنافس الأكبر لتركيا في شرق المتوسط هو اليونان. 

كم سيخصص الاتحاد الأوروبي، الداعم الأكبر لليونان، من طاقته لشرق المتوسط في المرحلة الجديدة، هذا محل تساؤل. قد تتحول وجهة الاتحاد الأوروبي، الذي يفقد قواه، إلى تركيا، التي تتزايد قوتها. 

ولن يقتصر ذلك على شرق المتوسط فحسب. ضرب الوباء جنوب أوروبا، فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وهي تشكل أراضي الزراعة التي تغذي القارة. 

مع انتشار أخبار عن تجاوز سعر كيلو القمح ليتر البنزين اليوم، ستتضاعف في الغد أهمية الأغذية والزراعة. وعندها ربما تكون قوة تركيا الزراعية عاملًا حاسمًا. 

هناك وباء حاليًّا والعالم كله تحت تأثيره، ليس هناك أي بلد يعيش في رغد ونعيم. لكن سيكون هناك من يتجاوز هذه الفترة العصيبة بأقل الأضرار. 

الحديث يدور عن نظام سوف يغير التوازنات الاقتصادية والمالية. سيقوم نظام تكون فيه البلدان الأقل تضررًا والتي تجتاز هذه المصيبة بخسائر أقل من منافسيها، الرابح  الأكبر.

وتركيا مرشحة لتكون واحدًا من هذه البلدان.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس