ترك برس

أكد المفكر وعالم النفس التركي البارز، غوندوز واصف، إن من الصعب انهيار المجتمع التركي نتيجة جائحة كورونا لأن الشعب التركي يعرف كيف يتعامل مع الكوراث مثل انقطاع المياه والكهرباء، على النقيض من المجتمع الغربي.

جاء ذلك في مقابلة للمفكر التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة مع صحيفة حرييت، حول آثار فيروس كورونا ونتائجه على العالم، والسبل التي تنتهجها تركيا في مواجهة الفيروس.

ووصف المفكر التركي الوضع في الولايات المتحدة بالانهيار التام للدولة وعجزها عن فعل شيء.

وأضاف أن المجتمع الأمريكي اعتاد على امتلاك مهارات تنظيمية عالية، ولكن منذ ارتفاع الاستقطاب بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي تضررت هذه المهارات. وعندما انهار نظام الدولة، لم يكن الأفراد يعرفون ماذا يفعلون.

وحول إمكانية أن يؤدي الفيروس إلى انهيار الرأسمالية، قال واصف: "إن بعض الشركات ستفلس وتزدهر أخرى، وسوف ننقذ الكثير من الشركات بالضرائب، كما كان الحال في الأزمات السابقة. لا يمكن للرأسمالية أن تعيش بدون الدولة. كانت المشكلة حقيقة أن الديمقراطيات من حيث الفرعين التشريعي والقضائي لم تتفقد عيوب الرأسمالية".

وردًا عن سؤال حول كيفية تعامل تركيا مع الوباء، قال واصف: "هناك فسيفساء في هذا البلد. يعتقد البعض أنه عقاب الله، والبعض الآخر يلوم الحكومة، وبعضهم ينتقد المعارضة لأنها تعترض على كل شيء. يقول البعض إننا يجب أن نفعل ما فعله الصينيون، وآخرون يقارنون الوضع بأمريكا".

لكنه استدرك أن المجتمع التركي اعتاد على الكوراث، قائلًا: "إن المجتمع التركي يمتلك الكثير من الخبرة مع مثل هذه الأمور بدون ذعر، ولديه نوع من العقلية التي تقول: "سيمر كل شيء"، لكن الغرب لا يفعل ذلك. لذا من الصعب على المجتمع التركي الانهيار مقارنة بالغرب".

ووفقًا للمفكر التركي، فإن فيروس كورونا سيكون له تأثير جيد على المدى القصير.

وأوضح أن البشر سينجون من الفن الصناعي، ومن ثقافة أفضل الكتب مبيعًا، ومن أفلام هوليوود التي تضخها العروض الترويجية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وأضاف أنه بفضل الإنترنت، بدأت العديد من الأشكال الفنية الجديدة في الازدهار، وبدأت تظهر أشكال جديدة من الأدب والموسيقى لجذب من يقيمون في المنزل، وخاصة الأطفال.

وعلاوة على ذلك هناك اكتشافات جديدة من حيث ما يمكننا القيام به في المنزل، مثل مسرحيات الظل، ويجد الناس طرقًا للعيش معًا دون الاعتماد على شيء خارجي. وهذا أمر استثنائي من حيث ديناميكيات الأسرة والمجتمع.

ولفت واصف إلى أن هناك بعض المنظمات غير الحكومية أو المبادرات المدنية التي تستمر في العمل على الرغم من تفشي المرض، مثل تلك التي تعمل على إنقاذ حدائق يديكول النباتية التاريخية في إسطنبول أو تلك التي تعمل على إنقاذ الخيول في جزر الأميرات.

وأشار إلى أن ذلك يوضح مدى قوة المجتمع المدني، وهذا مهم للغاية للمستقبل. لأنه إذا انهارت الدولة، نحتاج إلى أن يقف المجتمع المدني على قدميه.

ووجه واصف انتقادات حادة لتعامل وسائل الإعلام مع تفشي فيروس كورونا، وقال إن هذا فيروس غير معروف، والمعلومات عنه تتغير باستمرار. وأضاف أن "المناقشات المستمرة تؤدي إلى السلبية، والتي تؤدي بعد ذلك إلى الاكتئاب، ويؤدي الاكتئاب إلى تدمير جهاز المناعة لدينا. يجب أن تعمل وسائل الإعلام بحساسية أكبر".

وأردف أن على وسائل الإعلام أن تقدم معلومات عن المرض ثلاث مرات في اليوم فقط؛ ثم ينبغي أن تعطي المزيد من التغطية لقضايا أخرى، مثل الثقافة.

ونصح العالم التركي بعدم متابعة الأخبار بطريقة مرضية. وقال في هذا الصدد: "حتى في معسكرات الاعتقال، كانت هناك أوقات خلال اليوم غنّى فيها الناس ورقصوا بالرغم من كل شيء. هذه الأشياء ليست مخزية. المرح أمر مهم للحفاظ على صحتنا وحماية أنفسنا. يجب ألا ننتقد الآخرين لمشاركتهم النكات أو الرقص في المنزل، بل على العكس تمامًا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!