ترك برس

نجت قرية واحدة في تركيا من قرار حظر التنقل بين الولايات التركية، الذي تم اتخاذه للحد من تفشي وباء فيروس كورونا "كوفيد 19". تقع هذه القرية في منطقة حدودية بين ولايتي سامسون وأوردو شمال تركيا. ولأن موقع سكانها يتغير ببضع خطوات فقط، فإنهملم يتأثروا بحظر التنقل.

حظر التنقل بين 30 ولاية تركية، وفي مداخل ومخارج ولاية زونغولداك شمال غرب تركيا لمدة 15 يوما، كما أوقف السفر بدون إذن بين الولايات بموجب قرار رئاسي في نطاق تدابير فيروس كورونا. ولكن رغم الحظر يستمر المرور في هذه القرية بين سامسون وأوردو، لأن الحدود بين الولايتين تعبر بخطوة واحدة.

تقع قرية "أمبارتبة" (Ambartepe) على الحدود الإدارية بين ولايتي سامسون وأوردو شمال تركيا، اللتين يفصل الحدود بينهما طريق يبلغ عرضه سبعة أمتار. وتبعد القرية عن مركز منطقة "ترمة" (Terme) في ولاية سامسون 30 كيلومترا، ويقع إلى الشمال منها حي "أليمداغ" وحي "شانتبة" الذي يبعد مسافة 24 كيلومترا عن منطقة "إيكيزجة" التابعة لولاية أوردو. لذلك يقع نصف القرية في سامسون ونصفها الآخر في أوردو، ويعيش أهالي المنطقة مواقف مثيرة للاهتمام.

يعيش سكان الشارع الحدودي الفاصل في منازل متقابلة على طول الطريق، ورغم ذلك يسجل كل منهم سكنه في ولاية منفصلة، وينبغي عليهم استخدام رمز المدن عند اتصالهم ببعض البعض عبر الهاتف الثابت.

يفطر سكان المنازل المتقابلة بفارق دقيقة أو دقيقتين عن بعضهم في شهر رمضان، وبفارق دقيقة أو دقيقتين عند وقت السحور، ولكنهم لم يتأثروا بحظر التنقل بين المدن لأن شارعًا واحدًا هو الحد الفاصل بين المدينة الأخرى.

ورغم ذلك، يستجيب سكان هذه القرية لدعوة "ابقَ في المنزل" (Evde kal) في نطاق تدابير فيروس كورونا، ولا يخرجون إلى الشوارع إلا لقضاء حاجاتهم العاجلة.

صرح مختار حي شانتبة رمضان تينكير قائلا: "قمنا بالتدابير اللازمة لمنع تفشي الوباء، ونحن نبلغ الجندرمة عن القادمين من الخارج إلى الحي أولا بأول. وبسبب الحظر قل عدد من يأتي إلى الحي من خارجه".

وأوضح تينكير أن "مواطنينا الذين يعيشون في الحيين المتقابلين يتصرفون بحذر وحساسية تجاه القادمين من الخارج، ويتم إبلاغ الجندرمة بذلك. تدقق الجندرمة بهذا الأمر بشكل مكثف، فمن السهل عبور الأهالي بين الأحياء بمجرد خروجهم، ولذلك يحرصون على عدم الخروج، ويهتمون بالتباعد الاجتماعي. تقوم الجندرمة في المنطقة بتحذير الأهالي باستمرار والسؤال عن أماكن ذهابهم وقدومهم في حال استخدامهم السيارات".

يمتثل سكان الحي للتداببر المتخذة بسبب وباء فيروس كورونا مفضلين البقاء في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة العاجلة.

ومن المواقف المضحكة التي يعيشها أهالي هذه المنطقة وجود مسجد في الطرف الذي يعود لأوردو، ومسجد في الطرف الذي يعود لسامسون. وتقام موائد إفطار في المسجدين المتقابلين في رمضان، وبالرغم من عدم وجود مسافة بينهما إلا أن هناك اختلافًا لدقيقة أو دقيقتين بينهما في رفع الآذان، إذ يتبع سكان كل حي موعد الإفطار الخاص بالجانب الذي يعيش فيه، وبالطبع بقية مواقيت الصلاة يوجد فيها فرق أيضًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!