ترك برس

يشهد الجميع بتضحية جميع العاملين في المجال الصحي من أكبر طبيب إلى أصغر ممرضة منذ بداية تفشي وباء كورونا في جميع أنحاء العالم بما فيها تركيا، لكن هناك جندي مجهول يضحي ويعمل بتفان بمكافحة تفشي الوباء، ويؤدي عمله بهدوء وصمت في المستشفى، إنه عامل النظافة.

أعدت قناة TRT تقريرا عن الصعوبات التي يعيشها عمال النظافة في مستشفى العمرانية للتعليم والأبحاث، الذين لا يختلف حال بقية العمال في المستشفيات الأخرى عن حالهم، ويعملون بالجبهة الأمامية في مواجهة الوباء، ويشاركون بجزء كبير في منع انتشاره. ينسكب عرق جبينهم أثناء تنظيفهم لكل نقطة في المستشفى دون توقف.

يتواجد عامل نظافة في كل مكان بالمستشفى، من غرف العناية المشددة إلى غرف المرضى، ويلمس الأماكن التي لا يريد أحد أن يلمسها، يدخل إلى المناطق التي لا يريد أحد دخولها، كما ينظف عامل خدمة غرف العناية المركزة بيديه كل مكان يرى بالعين بأقمشة التنظيف و المماسح.

وكما ابتعدت الكوادر الطبية عن عوائلها منذ بداية الوباء، ابتعد أيضا عمال نظافة المستشفيات عن عوائلهم.

ومن بينهم سلطانة كوركماز البالغة من العمر 42 عاما، التي تعمل في مجال نظافة المستشفيات منذ 17 عاما، وهي والدة لأربعة أطفال.

في حديث لقناة TRT، قالت كوركماز: "طبيعي جدا أن يكون عملنا بالتنظيف قبل فترة الوباء أقل مما هو عليه الآن، كنا ننظف خمس مرات يوميا، أما الآن ننظف 25 مرة في اليوم. أحاول عزل نفسي خاصة عند مخالطتي للمرضى، ودائما أتساءل: هل يستحق العزل أم لا يستحق؟ يستلم عامل آخر بدلا عني ونعمل في التنظيف عند جميع المرضى تقريبا، عملنا متعب جدا".

ولدى سؤالها هل اشتاقت لعائلتها، أجابت: "أولا أشتاق؟ إنني أم لأربعة أطفال، أصغرهم عمره خمسة أعوام، يتصل بي مكالمة فيديو يوميا، ويسألني: أمي متى سينتهي الكورونا؟ وبدأ يسألني كم عدد المصابين به. اضطررت بسبب عملي ان أبتعد عن حياتي الاجتماعية، لكن تجتاحني رغبة شوق إليهم، ويقول لي صغيري: دعيني أراك مرة واحدة يا أمي، صدقيني لن ألمسك. أصعب ما في عملنا هو ابتعادنا عن عوائلنا منذ شهرين لقد اشتقت لأطفالي جدا".

ينبغي على موظفي التنظيف العاملين في مناطق تتعلق بمرض كوفيد 19، ارتداء لباس أبيض واقي والالتزام بتغييرها بعد كل عملية تنظيف. ويقومون بذلك من 4 إلى 5 مرات في اليوم.

كل عامل نظافة مسؤول عن تنظيف منطقة مختلفة. يعمل عامل النظافة يلدريم أتابي البالغ من العمر 30 عاما، في نفس المستشفى منذ أربعة أعوام، في قسم المختبر الذي يجري تحاليل كوفيد 19.

قال أتابي: "يجرى تحليل الوباء في المختبر الذي أعمل به. أجهز المستلزمات الطبية المطلوبة لتعقيم المكان من أي أثر للوباء، وأعمل على إبقاء المنطقة معقمة في داخل أرجاء المختبر".

يقيم أتابي في الفندق منذ شهر، ويشتاق لأحبائه الذين لا يستطيع أن يراهم، عبر عن ذلك بقوله: "لم أرى عائلتي منذ شهر. اشتقت لهم جدا، أرسل سلامي لأمي من هنا".

وصرح أيهان أصلان البالغ من العمر 40 عاما، والذي يعمل عامل نظافة في نفس المستشفى منذ خمسة أعوام وهو والد لطفلين، قائلا: "أنا وجميع العاملين مدعومون سريريا، أقدم مساعدتي من ممرضة إلى ممرضة، وأقوم بتنظيف الأجهزة التي يستخدمونها، كما أساعد الممرضات بقدر ما أستطيع في رعاية المرضى وأحاول فعل كل ما يلزم".

لدى عمال النظافة رغبة واحدة، وهي أن يمتثل الجميع للتدابير المتخذة للمساعدة في انتهاء فترة تفشي وباء كورونا، ليتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية ورؤية عوائلهم.

وفي ختام حديثه، قدم أصلان هذه النصيحة للجميع: "لا تخالطوا أحدًا. ابتعدوا عن بعضكم البعض، ولا تخرجوا من بيوتكمز نأمل من الله أن يخلصنا من هذا الوباء بأقرب وقت".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!