حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

هل أُتيحت لكم فرصة متابعة التطورات في ليبيا؟ تستعيد حكومة الوفاق، التي كانت على وشك الانهيار، جميع المناطق التي خسرتها. أهم عامل في هذا التحول هو الدعم التركي.

على الرغم من الدعم من دول أوروبية وخليجية فضلًا عن روسيا، تتهاوى مليشيات حفتر. قلبت الطائرات المسيرة التركية كل الموازين.

هل تذكرون كيف كان الجميع يرسم مشهدًا متشائمًا بخصوص ليبيا؟ حفتر سيسيطر على ليبيا وتضيع كل مصالح تركيا فيها. وستمتد تأثيرات ذلك على البحر المتوسط، لتبقى تركيا وحيدة في شرقه. الجيمع سيستخرج النفط والغاز ونحن لن نجرؤ على دخول البحر. 

نحمد الله أن أيًّا من ذلك لم يحدث. على  العكس، كل البلدان تشعر بالحاجة للتقرب من تركيا اليوم. كان الدعم للحكومة الليبية يتلاشى، لكن الناتو مضطر اليوم للوقوف إلى جانبها. 

لم يقتصر الأمر على ليبيا، ففي تركيا ساد جو من التشاؤم والإحباط، ورددت بعض الشرائح أسطوانة "لا نستطيع، لا يمكننا". هذه عادات قديمة. في تلك الأوقات لم نكن بالفعل نستطيع القيام بما نفعله اليوم. 

لم تكن الدول الغربية تسمح باستخدام السلاح الذي تبيعه لنا، وكانت تمنع عنا الذخيرة. لم يكن لدينا أسلحة محلية، ولا طائرات مسيرة. دعكم من أجواء ليبيا، كنا نتوسل لإسرائيل كي تبيعنا بضع طائرات مسيرة تحمي أجواءنا.  

لكن أصبح لدينا الآن أسباب كافية كي نثق بأنفسنا. مرت تركيا، من سوريا إلى ليبيا، على الأقل بأربع اختبارات كبيرة. عملية درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام وإدلب. 

استخدمت تركيا الخطاب نفسه في كل من الاختبارات الأربعة، وحققت النتائج نفسها. وجدت السبيل في كل مرة للوصول إلى مبتغياتها الواحد تلو الأخر. تمكنت من ذلك بفضل بندقيتها ومروحيتها الهجومية وطائراتها المسيرة المحلية. 

بطبيعة الحال لا أسعى إلى بث تفاؤل لا معنى له، فأمام تركيا طريق طويل يتوجب عليها أن تقطعه، وعليها أن لا تتخلى عن جديتها ويقظتها. 

من المؤكد أننا سوف نواجه في المستقبل تهديدات ومشاكل مختلفة في هذا العالم الحافل بالغموض. 

لكن الواضح أيضًا أن تركيا لم تعد ذلك البلد الذي يحاول حماية حتى أمن حدوده بواسطة أسلحة يشتريها من الغير، بل كان يفشل حتى في تلك المهمة. 

تركيا اليوم بلد يحقق النجاحات والإنجازات الكبيرة حتى خارج حدوده في المناطق المجاورة له.

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس