ترك برس

تقيم عائلة أكديمير في منطقة "كمال باشا" بولاية أرتفين شمال شرقي تركيا، وقد قاموا بتحويل أرض واقعة فوق نفق في الطريق البري الدولي إلى حقل قبل 20 عامًا، واصلت العائلة زراعته حتى بعد وفاة الأب أكديمير.

فقد أنشأت البلدية نفقًا تحت أراضي يمتلكها الأب حسنو أكديمير خلال أعمال بناء الطريق الساحلي للبحر الأسود، المار بمنطقة "كمال باشا" في مدينة "هوبا" الساحلية بولاية أرتفين، التي يعد شاطئها من أجمل شواطئ المدينة التي يقصدها السياح المحليون والأجانب في تركيا.

وبعد حصول البلدية على موافقة أكديمير على إتمام الطريق، والانتهاء من أعمال بناء النفق، قامت العائلة بتحويل أرض بمساحة دونم واحد فوق النفق إلى حقل زرعت فيه أنواع مختلفة من الخضار كالفاصوليا والذرة والملفوف والكوسا.

تقوم فاطمة أكديمير مع بناتها بأعمال زراعة الحقل والحصاد، ولا يملك المار من جانب حقلهم إلا أن يدهش لجمال المزروعات فيه التي تعتني فيها العائلة.

وفي حديث لوكالة الأناضول، ذكرت روهان كازانتش، ابنة أكديمير، إن جزءًا من أرض والدها كانت ضمن الأراضي التي مر من تحتها النفق.

وقالت روهان: "اجتهد والدي في حياته لينشئ حقلًا في أرضنا الموجودة فوق النفق، وزرعت والدتي وجميع إخواني الحقل بعد وفاة والدي. موسمنا مثمر ومنتج، ونحن نزرع أنواع الخضار المختلفة مثل الفاصوليا والملفوف والبقدونس والخس والبراصيا والبصل".

وذكرت الابنة الأخرى مريم أكديمير إنها حملت التربة الخصبة مع والدها لإنشاء الحقل فوق النفق، وإن الحقل أصبح اليوم مثمرًا ومنتجًا لعدة أنواع من الخضار.

وتابعت مريم قائلة: "يندهش الكثير من المارة عند رؤيتهم أن البستان مرتبط بهذا الحقل فوق النفق، ويعجبهم ذلك كثيرًا. ويتساءلون هل من الممكن أن يكون هناك حقل زراعي فوق النفق؟ فأقول للجميع إن والدي حمل التراب الخصب فوق ظهره لينشئ حقلًا هنا. ليس سهلًا أن يكون هنا حقل، وقد أثبت والدي لنا جميعًا قدر ذكاء ونشاط أهالي منطقة البحر الأسود. هذه أرض أجدادنا التي نريد أن نحافظ عليها ونزرعها".

وأشارت أكديمير إلى أن موقع الحقل مزدحم جدًا. وقالت: "نسمع الكثير من الأصوات في أثناء عملنا بالحقل، ونشعر باهتزاز الأرض عند مرور الشاحنات الكبيرة لكننا لا نخاف. ونشعر بشعور مختلف أثناء عملنا بالحقل فوق النفق الذي تمر من تحته السيارات، إنه طريق دولي تمر به السيارات المتجهة إلى جورجيا وعدة أماكن في العالم".

لمريم 12 شقيقة يشاركن جميعهن بأعمال الحقل المتوارث عائليًا بالتعاون مع أشقائهن الذكور. وتذكر مريم كيف كان والدها يتصبب عرقًا عند إنشائه الحقل فوق النفق، وأن والدتها التي تبلغ من العمر الآن 85 عامًا لا تزال تأتي إلى الحقل للعمل فيه بالرغم من تقدمها في العمر.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!