ترك برس

تحت هذا العنوان نشر موقع " ميدل إيست مونيتور " تحليلا للباحث محمد حسين، تحدث فيه عن النجاح الذي حققه ما يسمى " محور المقاومة" في السنوات الأخيرة الماضية، وما يروج له من أحاديث لاسيما من وسائل الإعلام الإسرائيلية وغيرها من الشخصيات المعادية لتركيا عن تطابق  أفعال تركيا ورئيسها مع سياسات هذا المحور.

ويلفت الباحث إلى أن تحول السياسة الخارجية لتركيا في السنوات الأخيرة  ينظر إليه على أنه العامل الرئيسي الذي يُظهر على ما يبدو قربها من قوى المحور، ومن ذلك على سبيل المثال ،علاقات تركيا مع روسيا على مدى السنوات الخمس الماضية ، من خلال شراء نظام الدفاع الصاروخي S-400 وموقفهما التصالحي المشترك بشأن حل سوريا.

وإذا أضفنا إلى ذلك إيران تصبح الصلة بمحور "المقاومة" موحية حتى مع كون طهران مركزية في المحادثات من أجل مثل هذا الحل إلى جانب موسكو وأنقرة. ففي الآونة الأخيرة ، اتفقت كل من تركيا وإيران على التعاون سياسيًا وعسكريًا في استهداف أفراد  من تنظيم البي كي كي في شمال العراق.

ويقول الكاتب إن مثل هذه المبادرات في السياسة الخارجية دفعت الكثيرين في الغرب إلى الاعتقاد بأنها سقطت في قبضة الهيمنة الروسية ، بعيدًا عن تأثير الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تحاول أنقرة منذ مدة طويلة إرضاءها. وقد أثار هذا غضب الأمريكيين الذين كانوا محبطين لاسيما من قضية نظام الدفاع S-400 .

أضف إلى ذلك السياسة الخارجية المستقلة التي اتبعتها تركيا على مدى السنوات القليلة الماضية ، خاصة في سوريا وليبيا ، وكذلك دفاعها عن الحقوق البحرية في شرق البحر المتوسط ​​،على الرعم من معارضة الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا كل ما تفعله تركيا من دون إذنهم.

إن انتقاد الرئيس أردوغان لأهوال الاحتلال الفرنسي للجزائر والمستعمرات الأخرى يعطي القيادة التركية بريقا  معادياً للإمبريالية. كل هذه العوامل تقدم صورة البلد كلاعب آخر في محور مقاومة الغرب.

لكن الباحث يستدرك بأن تركيا تحاول فيما يبدو  تحقيق التوازن بين الشرق والغرب ، باستخدام الصداقات والتحالفات ومطابقةة سياساتها مع سياساته عندما تناسب أنقرة، وتحاول الوقوف بعيدًا وصياغة طريقها الخاص بدلاً من وضع نفسها من دون قيد أو شرط مع كيان واحد.

ويوضح أن تركيا خلال محادثاتها مع إيران وروسيا حول حل سياسي لسوريا ، فإنها تدعم أيضًا المعارضة السورية وتدعم بعض هذه العناصر ضد القوات الروسية والمدعومة من إيران لأن ذلك من مصلحتها.

ويضيف أن تركيا مع أنها  قد اشترت نظام الدفاع الروسي S-400 ، لكنها حافظت على علاقاتها مع الولايات المتحدة ، حيث يقال إن أردوغان أقام علاقة ودية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفيما يتعلق بالتحالفات ، فإن تركيا ليست أحادية البعد في اصطفافها مع أمثال إيران وروسيا؛ لأنها في الوقت نفسه  قامت ببناء تحالفات مع لاعبين آخرين مثل قطر وأذربيجان.

وبين الباحث أن من أهم أهداف تركيا في عدم الالتزام بدولة مهيمنة واحدة هو محاولة تخليص نفسها من القيود التي تجعلها تعتمد على تلك القوى ، أي اعتمادها التاريخي على روسيا للحصول على إمدادات كبيرة من الغاز واعتمادها على الولايات المتحدة في صفقات الأسلحة والدفاع.

ويضيف أن اكتشافها الأخير لما يقدر بنحو 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود منحها  إمكانية تقليل هذا الاعتماد على روسيا ، وهو أمر بدأت بالفعل في القيام به من خلال تنويع مصادر وارداتها من الغاز في وقت سابق من هذا العام.

وبالمثل ، أدى تطور صناعة الأسلحة المحلية إلى اعتماد أقل على الولايات المتحدة للدفاع ، وهو الأمر الذي فشلت واشنطن في تحقيقه عندما قطعت تركيا عن برنامج مقاتلات F-35 المشترك العام الماضي.

ووفقا للباحث، فإنه من غير الواضح بعد هل ستنجح  تركيا في تحرير نفسها تمامًا من هذا النفوذ المهيمن ، لكن كل الحملات التي شنتها تركيا في ن ليبيا وسوريا إلى مواجهتها مع اليونان وفرنسا - تظهر أن أهداف سياستها الخارجية أصبحت أكثر استقلالية وتستند إلى مصالحها الوطنية الخاصة.

وخلص في الختام إلى إن تركيا الدولة ذات الأغلبية السنية وذات النفوذ الجيوسياسي الكبير ، ستكون بالتأكيد إضافة ثمينة إلى محور "المقاومة". لكنه يستبعد أن تنضم إليه وأن وتضحي بسيادتها من أجل الادعاء بأنها "معادية للإمبريالية", وأن ذلك إن حدث فلن يكون في عهد أردوغان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!