ترك برس

رأى البروفسور محيي الدين أتمان، من مؤسسة الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا"، أن  الحكومات الغربية الحالية تنوي معاقبة تركيا التي يُنظر إليها على أنها زعيمة العالم الإسلامي، وأن السياسة الغربية المعادية لتركيا والعرب ستستمر خلال الفترة المقبلة.

وكتب أتمان في مقال بعنوان " ماذا يريد الغرب من تركيا" نشرته صحيفة صباح، أن التصور الغربي لتركيا  أخذ منعطفاً جديدا  قبل عقد من الزمن ، في أعقاب حركات  الربيع العربي التي سعت إلى الديمقراطية، ولكن الدول الغربية اتبعت سياسة الاحتواء تجاه تركيا بهدف عزلها وإجبارها على التخلي عن مطالبها.

واضاف أن الدول الغربية رفضت معظم المطالب التركية باتخاذ إجراءات ضد التهديدات والتحديات المنبثقة من المنطقة بعد الربيع العربي، ففككت أنظمة دفاعها الجوي المنتشرة في تركيا، ورفضت بيع أنظمة أوروبية إليها، ما أجبر تركيا على شراء منظومة إس -400 ، الأمر الذي زاد من غضب الغرب.

ولفت أتمان إلى أن الدول الغربية غير راضية عن تأكيد تركيا على تأميم السياسات الخارجية والأمنية والاقتصادية التركية.

وأوضح أنه في حين  تريد أنقرة تغيير علاقاتها مع الغرب من علاقة الهيمنة والتبعية إلى علاقة متكافئة ومترابطة ، فإن الدول والدول الغربية الموجودة بالفعل في المركز لا تريد أي توسع إضافي للمركز، وتريد أن تظل تركيا معتمدة على الغرب.

ولفت أيضا إلى أن الدول الغربية لا تريد أن يُنظر إلى تركيا على أنها نموذج للدول الأخرى التي تسعي إلى قدر أكبر من الاستقلالية في سياستها الخارجية. كما أن الغرب يقدم دعمًا دبلوماسيًا وسياسيًا وعسكريًا وتكنولوجيًا واقتصاديًا وماليًا لأنظمة معينة من أجل منع الأنظمة الإقليمية من اتباع سياسات خارجية مستقلة.

ووفقا لأتمان، فإن الغرب مصمّم على مواصلة سياسته الاستعمارية التقليدية التي تتطلب استغلال الموارد الطبيعية الإقليمية، ويصر على إبعاد تركيا ، التي لا تزال تعتبر نفسها جزءًا من السياسة الغربية وتطمح لأن تصبح الدولة الأكثر ديمقراطية في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن اليمينية المتطرفة والفاشية الجديدة التي تهيمن على معظم الدول الغربية  ترى السكان المسلمين والدول الإسلامية على أنهم العدو الرئيسي للغرب. لذلك ، تنوي الحكومات الغربية الحالية معاقبة تركيا التي يُنظر إليها على أنها زعيمة العالم الإسلامي.

وخلص إلى أن السياسة الغربية المعادية لتركيا والعرب ستستمر لفترة.،  وستستمر الدول الغربية في الاستثمار في دعم الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط مثل الجنرال الانقلابي الليبي خليفة حفتر والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتعزيز مصالحها الخاصة ، مما يعني أن الفوضى الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي سيستمر لفترة من الوقت.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!