ترك برس

بدأ رعاة الماشية الرُّحَّل برحلة العودة من المرتفعات إلى القرى مع برودة الطقس، التي توجهوا إليها في أشهر الصيف من أجل رعي ماشيتهم، وتستغرق رحلتهم الشاقة الخالية من الإمكانيات التكنولوجية شهرين.

يغادر الرّحّل في أشهر الربيع المناطق والولايات الواقعة في جنوب شرق الأناضول إلى الهضاب الباردة، بهدف رعي مواشيهم بعيدا عن حرارة موسم الصيف على علو شاهق من المدينة.

ينتج الرّحّل الجبن وما يشابهها من المنتجات الحيوانية أثناء تواجدهم في الهضاب. ومع برودة الطقس، وصلوا إلى نهاية فترة مكوثهم في المرتفعات، التي تراوحت بين 5 و6 أشهر، لتبدأ رحلة عودتهم إلى منازلهم.

بدأت رحلة الرحل الشاقة بإرسال معظم بضاعتهم وممتلكاتهم بعربات النقل، ويتوقع أن تستغرق عرباتهم عدة أيام مع قطيع من مئات الماشية الصغيرة.

ينصب الرحل خيامهم في الليل بالأماكن التي يرونها مناسبة، ثم يواصلون سفرهم بالنهار. ويرضى الرحل عن حياتهم بالرغم من أن رحلتهم الشاقة الخطيرة تخلو من أي إمكانيات تكنولوجية.

انطلقت رحلة العودة من الهضاب التابعة لمنطقة "فارتو" إلى المرتفعات في منطقة "نصيبين" التابعة لولاية "ماردين" جنوب شرق تركيا. وستستمر الرحلة الطويلة مع الماشية مدة شهرين تقريبا، بمرافقة كلاب "الكانغال" التي تحمي البدو والماشية من مهاجمة الحيوانات البرية، كما يحمل الرحل احتياجاتهم اليومية على الحمير.

أشارت حسيبة أوغوك، إحدى النساء الرحل الذين غادروا ولاية "موش" مع قطعان الماشية إلى نصيبين في ماردين في رحلة ستستغرق شهرين: "جئنا إلى موش من نصيبين، وأقمنا لمدة ثلاثة أشهر في مرتفعاتها. نسلك حاليا طريق العودة الذي يتوقع أن يستغرق إلى منازلنا في نصيبين شهرين. بدأ تساقط الثلوج في موش لذلك لم يعد بإمكاننا رعي ماشيتنا فيها، والحمد لله أننا نمضي ونذهب في طريقنا ونرضى عن حياتنا بالرغم من صعوبة الحياة".

قال الراعي مراد أوز ألب، الذي سلك طريق العودة مع قطيع الماشية: "نحن الرحل من سكان المرتفعات، وقد مكثنا لمدة ثلاثة أشهر في الهضبة. نهاجر الآن وسنبقى شهرين في الطريق، وستواجهنا ايام صعبة جدا في طريقنا، التي تكون  صعبة أحيانا وجيدة أحيانا أخرى، كما سنشهد هطول الأمطار، والحمد لله لسنا بحاجة إلى أحد، كما أننا راضون بما قسم الله لنا".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!