ترك برس

في غابات قسطموني (Kastamonu) المشهورة بنقاء وصفاء هوائها، يُصنع دبس مخاريط الصنوبر النقي والصافي، الذي يتطلب صنعه عملا شاقا وجهدا مضنيا، ليأخذ مكانه المميز على الموائد التركية بعدة أماكن في تركيا.

يعمل خليل إبراهيم بويوكاجار، البالغ من العمر 48 عاما، بإنتاج دبس مخاريط الصنوبر بمساعدة زوجته في منطقة توسيا التابعة لقسطموني. ويقول في حديث لوكالة الأناضول: "تشتهر مناطقنا بغاباتها الغنية، ويعرف الجميع أن الغابات نظيفة ونقية ومملوءة بالأكسجين، ونحن نصنع الدبس بعد جمع مخاريط الصنوبر الخضراء".

أشار بويوكاجار، إلى اعتقاده بأن الدبس مفيد جدا للجهاز التنفسي، وقال: "لقد رأينا فوائده لعدة أعوام، ونحن نختبره ونتناوله فردا فردا ونرى فوائده. لا تعاني أمي وأبي وزوجتي وأفراد أسرتي وكل من يستخدم هذا الدبس من أي مشاكل في الجهاز التنفسي. ورثنا طريقة صنعه من أجدادنا، وفي هذا العام قمنا بغلي كمية أكبر من الدبس، من أجل أصدقائنا الذين رأونا نستهلكه ونستفيد منه وآخرين أيضا سمعوا بفوائده وبدأوا بطلبه منا".

تحدث بويوكاجار عن طريقة صنع الدبس، الذي يبدا إنتاجه في فصل الخريف كل عام، وقال: "تنقع المخاريط في ماء دافئ طوال الليل، ونضيف شريحة ليمون والقليل من الخل إليها، كي تنظف من الغبار وتطهر من الجراثيم وتصبح صحية عندما تظهر خصائص مضادة للأكسدة. نقوم بتنظيف المخاريط بالماء في اليوم التالي، ثم نكسرها واحدة تلو الأخرى بالمطرقة من أجل فتح داخلها، ثم نقوم بغلي الصنوبر المطحون لمدة ثمان ساعات تقريبا. يغدو لون ماء المخاريط أحمر بعد الغليان، ويبقى في مائه لمدة يوم حتى يختمر، ثم يعزل عن مائه ويوضع في قدر آخر، ويضاف إليه مقدار كاف من السكر بحيث لا يكون كثيرا، لأنه لا يوجد سكر بنكهته الطبيعية ولا حلاوته".

ذكر بويوكاجار أن دبس مخاريط الصنوبر أكثر فائدة وفعالية عند تناوله على معدة فارغة في الصباح، كما يمكن التحلية به، وقال: "يمكنك إضافته للتحلية إذا رغبت بذلك، وبعد ذلك يتم غليه في قدر للحصول على تناسق معين، ثم يوضع الدبس في برطمانات، ويتم استهلاكه بإعتقاد فوائده لأمراض الجهاز التنفسي في فصل الشتاء، أوصي الجميع بتناوله".

ذكرت موروفت بويوكاجار، أنها تساعد زوجها منذ أعوام بإنتاج دبس مخاريط الصنوبر، وأنهما يتناولانه صباحا على معدة فارغة، وأنها تهدي الدبس لجيرانها الذين يرغبون بتناوله، وقالت: "يطلب منا إنتاج الدبس من عدة أماكن في تركيا، ونبيع الكيلو منه بـ75 ليرة".

من الجدير بالذكر، أن خديجة أوز، التي تقيم في منطقة إسكي بازار بمدينة كارابوك، تقوم أيضًا بإنتاج دبس مخاريط الصنوبر منذ عدة أعوام، وقد حصلت على وثيقة تسجيل الأعمال التجارية من مدير الزراعة والغابات الإقليمي تشاتين أيفاليك في عام 2018، الذي قام بتقديم دعم لها بصفته مديرية ولكل من يقوم بمشاريع خاصة تفيد بتنمية اقتصاد البلاد، كما تهدف أوز لإيصال منتجها إلى جمهور أوسع لما له من فوائد على الجهاز التنفسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!