ترك برس

انطلقت في تركيا حملة تدعو إلى مقاطعة البضائع الفرنسية على نطاق واسع إثر تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول رسوم سخرة مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وللعالم الإسلامي.

وتشهد فرنسا حالة من التوتر بعدما قال ماكرون مطلع هذا الشهر إن الإسلام يعيش أزمة في كل مكان بالعالم، وإن على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام موازٍ وإنكار الجمهورية الفرنسية، وذلك في معرض تقديمه مشروع قانون ضد "الانفصال الشعوري" يعتبر استهدافا للجالية المسلمة.

وتصدّر وسم بعنوان "#FransızMallarınaBoykot / مقاطعة البضائع الفرنسية"، موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وسط تفاعل كبير من ناشطين أتراك أكّدوا على ضرورة نصرة الرسول عليه السلام.

وانتقد ناشطون صمت الحكومات في العالم الإسلامي حيال التصريحات الفرنسية بحق الإسلام ورموزه، وأشاد البعض بحملة المقاطعة التي انطلقت في بلدان أخرى، وفي مقدمتها الكويت تنديدًا بممارسات فرنسا.

وقبل أيام، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات صحفية، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (المسيئة للرسول محمد والإسلام). وزادت الضغوط وعمليات الدهم، التي تستهدف المسلمين.

وكانت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية قد نشرت 12 رسما كاريكاتوريا مسيئا للنبي محمد عليه السلام، عام 2006، ما أطلق العنان لموجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى لمحاسبة الإسلام والمسلمين، منددا بمن أسماهم المنزعجين من صعود الإسلام، بينما تكرم باريس مدرس التاريخ صمويل باتي الذي قُتل بعد نشره رسوما تسيء للنبي.

وخلال اجتماع نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية لوزراء ومسؤولين دينيين في البلدان الأعضاء والمراقِبة بمنظمة التعاون الإسلامي، قال أردوغان "ينبغي علينا كمسلمين أن نصغي لبعضنا أكثر، وأن نتبادل الأفكار في هذه الفترة المؤلمة والمليئة بالتحديات".

واعتبر أن "التعصب القومي والمذهبي والإرهاب فتن تنخر العالم الإسلامي من الداخل"، وأن المسلمين يواجهون العديد من المشاكل المعقدة، مثل الجوع والجهل واللامساواة والصراعات، لا سيما في اليمن وسوريا وأفغانستان وليبيا.

ورأى الرئيس التركي أن "الواقع المحزن للمسلمين يشجع الإمبرياليين وأعداء الإسلام على محاولة النيل منهم"، حيث يوظف ساسة الغرب الخطابات المعادية للإسلام للتغطية على إخفاقاتهم، حسب قوله.

كما أشار إلى أن "المنزعجين من صعود الإسلام، يهاجمون ديننا عبر الاستشهاد بالأزمات التي كانوا هم سببا في ظهورها".

ووجّه أردوغان انتقاده إلى ماكرون، معتبرا أن غاية الأخير من إطلاق مبادرة "الإسلام الفرنسي" هي محاسبة الإسلام والمسلمين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!