ترك برس

شهد عام 2020، تعزيزاً للوجود التركي في المنطقة العربية، خاصة في سوريا، والعراق، وليبيا وقطر، تزامناً مع تواصل القطيعة السياسية مع مصر، وتوتر خفي يشوب العلاقات مع السعودية والإمارات، إلى جانب تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكويت والجزائر بشكل خاص.

وفي هذا الإطار، رصد تقرير لشبكة الجزيرة القطرية، لأهم وأبرز التطورات التي تنتظر تركيا في العام الجديد، ومن بينها علاقات أنقرة مع العواصم العربية.

وفي ليبيا، نجحت قوات الوفاق بدعم عسكري نوعي من تركيا، خلال الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران 2020، في طرد قوات خليفة حفتر من الغرب الليبي. وترصد أنقرة التطورات الميدانية والحوارات السياسية بين الفرقاء الليبيين، وستعمل على إبعاد حفتر عن المشهد الليبي في 2021.

أما على صعيد العراق وسوريا، في مارس/آذار 2020، شنَّ الجيش التركي عملية عسكرية في إدلب، التي تعد طبقا لاتفاقات سابقة مع روسيا، منطقة عدم تصعيد، فضلا عن 3 عمليات سابقة هي درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام. وحققت تركيا من هذه العمليات وجودا آمنا على معظم الشريط السوري الشمالي؛ لكن بعض هذه العمليات، أُطلقت بالرغم من معارضة الأميركيين في حالات، أو الروس في حالات أخرى.

وبالنسبة للعراق، فقد أطلق الجيش التركي عملية "مخلب النمر" العسكرية في يونيو/حزيران 2020 ضد "بي كا كا" وسط تأكيدات من أنقرة أن العملية لا تهدف إلى انتهاك سيادة العراق. ويرى مراقبون أن العام 2021 سيشهد هدوءا نسبيا في الجبهة السورية، وسيسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتفاهم مع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، الذي انتقد بشدة العمليات التركية في سوريا، وعدها عدوانية؛ لكن الجيش التركي سيواصل شن عمليات موضعية على مواقع "بي كا كا".

وفيما يخص مصر والسعودية والإمارات، فتح عام 2021 أبوابه بدون أن يُغلق التحقيق في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفي الوقت ذاته حمل العام الجديد توددا سعوديا لتركيا؛ لكن محللين استبعدوا تحول الجفاء بين البلدين إلى حالة تعاون، كون السياسات ترسم في المنطقة العربية بناء على الاصطفافات والمواقف المسبقة.

وفيما يتعلق بمصر فعلى الرغم من الحديث عن اتصالات بين القاهرة وأنقرة، وتقارب الرؤى بينهما فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، وقّعت القاهرة اتفاقية لترسيم الحدود مع اليونان؛ لكن الاتصالات التي كانت تحت الطاولة بين البلدين ستصبح فوق الطاولة بدون إصلاح كبير في العلاقات؛ لأن أبو ظبي تضغط على القاهرة في هذا الملف -وفق الصحافة التركية- التي أكدت أيضا استحالة تحسن العلاقة بين تركيا والإمارات؛ لأن أنقرة غير معنية بذلك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!