ترك برس

حصلت السيدة التركية صفية كوجا آغا، البالغة من العمر 51 عاما، التي تعمل عاملة تنظيف في مستشفى بفرنسا على وسام استحقاق تقديرًا لما بذلته من جهود في خياطة مآزر بيديها، بسبب نقص معدات الحماية في الفترة الأولى لتفشي وباء كورونا.

ساهمت كوجا آغا، عاملة التنظيف في القسم الداخلي بالمستشفى الحكومي في مدينة غوريت، بالتصدي لمشكلة نقص المعدات الوقائية في بداية وباء فيروس كورونا، عند قيامها بخياطة مآزر وقائية من الشراشف للعاملين الصحيين والمرضى بعد إنهاء مناوبتها.

وهنأ نائب وزير الخارجية التركي يافوز سليم كيران، عبر حسابه في تويتر، السيدة المغتربة صفية كوجا آغا، التي نالت بجدارة وسام الاستحقاق الوطني بفضل تضحياتها وإخلاصها في عملها. انتقلت كوجا آغا للعيش في مدينة غوريت الفرنسية وهي في 9,5 من العمر مع عائلتها من مسقط رأسها بايبورت في عام 1980.

وفي حديث لوسائل الإعلام، أشارت كوجا آغا، إلى اضطرارها في الفترة الأولى من تفشي الوباء، إلى غسيل مآزر الوقاية الورقية لإعادة استخدامها مرة أخرى لأن عددها كان محدودا جدا، ثم تمزقت كليا في مدة قصيرة. تقول كوجا آغا: "كان ذلك عند بداية تفشي كوفيد 19 في آذار/ مارس 2020، حين كنا نعاني في منطقتنا من نقص كبير في المعدات، ولم يكن لدينا قفازات وكمامات، وحتى المآزر الوقائية لم يجلبوها لنا".

تأثرت كوجا آغا، بالمشهد الذي واجهته في وحدة العناية المركزة والخدمات فقررت المساعدة منذ تلك اللحظة. تحدثت عن تلك الفترة قائلة: "احتاجت مستشفانا لتلك المعدات، وعند رؤيتي حال العاملين الصحيين والمرضى قررت المساعدة بخياطة ما أستطيع بيدي، وعرضت على مشرفي أن أقوم بالخياطة، فجربت قطعة واحدة وعرضتها عليه، وأحضرت ماكينتي الخاصة من منزلي إلى المستشفى بعد موافقة مديري. بدأت أولا بخياطة المآزر الورقية، ثم صنعت أكمام قمصان العمليات من الملاءات القديمة، وبدأت بخياطة المآزر منها أيضا، ثم انشغلت بأعمال الخياطة في المستشفى لمدة شهر تقريبا".

كانت كوجا آغا تؤدي وظيفتها بالتنظيف فيما بين الساعة 5 صباحا إلى 8 صباحا، ثم تعمل بالخياطة من الساعة 8 صباحا إلى 5 مساء بإذن من رئيس الوحدة، بعد أن جلبت ماكينة الخياطة من منزلها إلى المستشفى، فقامت بخياطة 800 مئزر  واقي في غضون شهر واحد بمساعدة صديقة لها، مواصلة عملها دون توقف بسبب الضرورة العاجلة آنذاك، ولم ترتاح حتى في عطلة نهاية الأسبوع.

تقول كوجا آغا: “بينما كنت أعمل بالخياطة جاء مدير المستشفى وقال لي (لقد أنشأنا ورشة خياطة غير قانونية هنا، فأتيت لأرى الوضع)، وقام المدير بإيصال المجهود الذي أقوم به إلى المسؤولين الحكوميين".

تطرقت كوجا آغا إلى كيفية حصولها على وسام الاستحقاق، فكانت بذلك أول شخص يحصل عليه في منطقة كروز: “لم يكن لدي علم بأي شيء. اتصل بي المدير وهنأني، فقلت له لماذا تهنئني؟ قال لي (لقد ظهرت صورك في الصحف الرسمية وتم منحك وسام الاستحقاق). وهكذا  علمت. اتصل مدير المستشفى بالصحافة وأبدت الصحافة اهتماما بالموضوع،  وقالوا لي أنت أول شخص يحصل على وسام الاستحقاق في منطقة كروز، لذلك كان الجميع ممتنين لي".

بالرغم من تلقي كوجا آغا، بعض الانتقادات في مكان عملها مثل (لماذا أعطوك وسام الاستحقاق؟ أعطوك الوسام دون أن تنقذي فرنسا)، إلا أن الغالبية كانت ردود أفعالهم إيجابية.

هنأت القنصلية العامة التركية في مدينة ليون السيدة كوجا آغا، لحصولها على وسام الاستحقاق، وهنأها أقاربها في تركيا بالاتصال بها، كما أرسل إليها نائب منطقة كروز "جان بابتيست مورو" رسالة تهنئة.

ولدى سؤالها عما إذا كانت الرئاسة التركية تواصلت معها أم لا،  أجابت كوجا آغا: “أحب الرئيس رجب طيب أردوغان جدا، ويكفيني وقوفه بجانب شعبنا، لا أريد شيئا آخر". كما شاركت عبر حسابها أنها لم تستلم بعد وسام الاستحقاق.

من جهته، أعرب بايرام كوجا أغا، عن افتخاره بسلوك زوجته صفية، الذي يقول إنه يمثل جميع المواطنين الأتراك المغتربين الذين يبذلون جهودا للمساهمة في تنمية الدول التي يقيمون بها قائلا: “تتلقى زوجتي ردود أفعال جيدة، وعندما كنت أتجول معها في المتجر بالأمس، سألها أمين الصندوق (هل أنت التي حصلتي على الوسام؟)، و مثله كثيرون. ما نقدمه للإنسانية مهم، فنحن نعمل هنا كمغتربين ونحصل على حقوقنا، ونبذل ما بوسعنا لتمثيل جمهوريتنا التركية بأفضل صورة، لذلك يحبنا أهالي منطقتنا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!