ترك برس

تتجه أوروبا في الآونة الأخيرة إلى استحداث سياسات وتعاون أكبر بينها وبين دول العالم في مجال رعاية المسنين، خاصة بعد جائحة "كورونا" وتأثيراتها المباشرة على كبار السن.

وفي هذا الإطار تجد تركيا نفسها مؤهلة بشكل كبير لشغل موقع دولي متميز في مجال سياحة "رعاية المسنين"، بعد أن تبوأت في الفترة الأخيرة مكانة دولية مرموقة في مجال السياحة الآمنة.

ونجحت تركيا العام الماضي، في تبوء مكانة الصدارة بين الدول المفَضلة لقضاء العطلات الآمنة في ظل جائحة كورونا، وحولت هذه المكانة تركيا إلى "علامة فارقة" في قطاع "السياحة الآمنة"، خلال فترة تفشي الفيروس.

ويرى رئيس "جمعية السياحة العلاجية في تركيا" الدكتور سنان إيبيش، أن أوروبا ستتجه أكثر إلى التعاون مع الدول الأخرى في مجال رعاية المسنين بسبب تأثيرات جائحة "كورونا"، مشيراً إلى أن وضع تركيا يمنحها أفضلية في مجال سياحة رعاية المسنين.

* سياحة "رعاية المسنين"

وفي حديث لوكالة الأناضول أوضح إيبيش، أن "جائحة كورونا إلى جانب تداعياتها الصحية، تسببت في إثارة جدل حول ضرورة وضع سياسات جديدة بخصوص تلبية احتياجات المسنين في القارة العجوز".

وذكر أن الكثير من المسنين "إما ماتوا أو تركوا للموت في دور المسنين بأوروبا بسبب وباء كورونا، وأن أعداد المسنين المتزايدة بسرعة واحتياجات رعاية المسنين تسببت في نقاشات كبيرة في تلك الدول سواء من الناحية الاقتصادية أو من ناحية الموارد البشرية".

ولفت إلى أن هذا الوضع "زاد من الاهتمام بسياحة رعاية المسنين"، مضيفا أن الدول الأوروبية بدأت منذ سنوات في التعاون في هذا الموضوع مع "دول مناسبة من ناحية الخصائص المناخية والجغرافية والبشرية".

وزاد إيبيش أن الدول الأوروبية "ستتخذ خطوات سريعة أكثر بخصوص التعاون مع دول أخرى فيما يخص الخدمات الصحية والرعاية لمواطنيها المسنين، بسبب تأثيرات كورونا".

وتوقع أن الدول الأوروبية ستعقد اتفاقيات مع دول "يسهل الوصول إليها لرعاية مواطنيها المسنين مقابل مبالغ مالية يتم الاتفاق عيها".

وتابع: "الدول الإسكندنافية مثلاً ومنها النرويج تقوم بذلك منذ سنوات، وقد أرسلت النرويج نحو 800 ألف مواطن مسن من مواطنيها إلى إسبانيا ولا تزال تقوم بذلك".

وذكر أن ألمانيا تعمل على "استقدام أفراد من دول مثل البرازيل ودول الشرق الأقصى ودول البلقان للقيام بخدمات رعاية مواطنيها المسنين".

* تركيا "الخيار الأمثل"

وأوضح إيبيش أن تركيا "تمتلك خصائص ومميزات تجعلها الاختيار الأمثل في مجال سياحة رعاية المسنين".

وعدّد تلك الخصائص قائلا: "مثل الموقع الجغرافي، وسهولة الوصول إليها برحلات مباشرة من كل دول أوروبا، والمناخ المناسب للمسنين والمتقاعدين، والميراث الثقافي والاجتماعي الغني، والغطاء النباتي الطبيعي، والقوى العاملة الشابة، والخدمات المميزة، إضافة إلى انخفاض التكاليف بها عن الدول الأوروبية".

وشدد على أن "هناك فرصا كبيرة في هذا القطاع يمكن أن تتاح أمام تركيا إذا تعاونت الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وقامت بالتجهيزات والاستعدادات اللازمة".

وأضاف: "تقوم الدول الراغبة في إرسال مواطنيها المسنين إلى دول أخرى بإرسال وفود رسمية للقيام بجولات في تلك الدول؛ للاطلاع على التجهيزات والبنية التحتية الخاصة بالقطاع وما إذا كانت الأماكن المعدة تناسب مواطنيها المسنين أم لا، وبعد التأكد من مناسبتها يتم توقيع الاتفاقيات وبعدها

ترسل الدولة مواطنيها".

وأوضح أن "عائدات سياحة رعاية المسنين يمكن أن تصل إلى 30 ضعف عائدات السياحة العادية".

وأكد إيبيش على ضرورة "تنشئة قوى عاملة مؤهلة في قطاع رعاية المسنين"، مضيفاً أن قطاع سياحة رعاية المسنين "يمكن أن يساعد في تطوير العلاقات الدبلوماسية والتعاون ونقل الخبرات مع الدول الأخرى، لأن أي دولة سترغب في تعزيز التعاون في مختلف المجالات مع الدولة التي تُرسل إليها مواطنيها المسنين لرعايتهم".

وأشار إلى أهمية أن تبدأ تركيا من الآن في "تحركات دبلوماسية للتجهيز لقطاع سياحة رعاية المسنين، وأنه يمكن أن تكون الأولوية للتركيز على ألمانيا التي يعيش بها أعداد كبيرة من المواطنين الأتراك".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!