ترك برس

أوضح السفير التركي الجديد لدى واشنطن حسن مراد مرجان أنه من الطبيعي أن تشهد العلاقات التركية الأمريكية فترات تراجع وتقدم وفقاً للتطورات، إلا أنه يجب التركيز على المصالح المتبادلة والمشتركة عند النظر إلى العلاقات على المدى الطويل.

وشدد مرجان على أنه يجب ألا "تسمم" خلافات البلدين، علاقات التعاون القائمة بينهما في بقية المجالات.

وفي حوار مع وكالة الأناضول تحدث السفير مرجان عن نظرته وتوقعاته لسير العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وعن أبرز نقاط الخلاف في علاقات البلدين، وفي مقدمتها أزمة منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس 400.

وأكد مرجان على أهمية النظر إلى العلاقات، نظرة واقعية وبإيجابية في الوقت نفسه، والعمل على تعزيز التعاون في المجالات التي يمكن أن تتحقق بها المنفعة المشتركة للبلدين.

وأضاف أن الولايات المتحدة، دولة تسعى للتأثير على السياسة الدولية، وتهدف لأن تكون صاحبة كلمة في المواضيع الإقليمية، كما أن تركيا دولة قوية جداً في المنطقة من الناحية العسكرية والاقتصادية وبمواردها البشرية وموروثها الثقافي.

وأشار إلى أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن شهدت فترات تراجع وازدهار منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم وأنه من الطبيعي أن تحدث مثل هذه التقلبات في العلاقات إلا أنه يجب التركيز أكثر على الملفات التي يمكن تعزيز التعاون بها.

وتابع، "سنواصل الحديث عن المشاكل القائمة، إلا أنه يجب ألا نسمح لها بأن "تسمم" مجالات التعاون الأخرى بيننا".

ولفت مرجان إلى أن التعاون الرامي إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الإقليميين القائم على المصالح المشتركة مهم للبلدين، وإلى أن التركيز على مجالات التعاون سيساعد على إعادة بناء الثقة في العلاقات.

- زيادة أهمية تركيا في المنطقة

وقال مرجان إن أهمية تركيا بالنسبة للولايات المتحدة تتغير طبقاً لنظرة واشنطن ومدى فاعليتها في السياسة الدولية.

واستطرد، "لو أن الولايات المتحدة ستنغلق على نفسها وتواصل وجودها فقط بالقارة الأمريكية، عندئذ لن تكون تركيا ذات أهمية بالنسبة لها. أما إذا رغبت في مواصلة وجودها بالشرق الأوسط وأوروبا، ورغبت في أن يكون لها تأثير على سياسات المنطقة فعندئذ سترى أن تركيا من أهم الدول في المنطقة، ودولة لا غنى عنها .

وأفاد مرجان بأن توازنات جديدة ستظهر عقب انتهاء جائحة كورونا، وأنه من المؤكد أن أهمية تركيا في المنطقة ستكون أكثر من السابق.

وشدد على أن واشنطن تدرك جيداً أهمية أنقرة، وأن إدارة جو بايدن تولي أهمية أكثر من أي وقت سبق للتحالف العابر للأطلسي.

وزاد، "التعاون بين الدول، والتضامن عبر الأطلسي خاصة أصبح أهم من أي وقت مضى. ويبدو أن إدارة بايدن أدركت ذلك جيداً ويتضح هذا جلياً في تصريحات الإدارة الأمريكية. لذلك يجب علينا اليوم بدلاً من التركيز على الحديث عن الخلافات، أن نركز أكثر على الحديث عن القيم المشتركة وعن السلام والاستقرار في العالم، وعما يمكن القيام به من أجل تحقيق السلام بالمنطقة. لأن الحديث عن الخلافات يهدر طاقتنا دون فائدة".

- أبرز نقاط الخلاف

وبخصوص موقف الكونغرس الأمريكي من تركيا، أكد مرجان أنه سيعمل على التواصل الدائم مع أعضاء الكونغرس وعلى زيادة الحوار معهم.

وبالنسبة لأزمة إس 400، أشار مرجان إلى أن مسؤولي البلدين بحثا هذا الموضوع في اللقاءات التي جرت بينهم فور وصول بايدن للسلطة، إلا أن الموضوع لم ينته بعد، ومن الخطأ الحديث عن أن كلتا الدولتين قد اتخذتا موقفهما النهائي بخصوص الموضوع.

- "غولن" الإرهابية

وحول موقف الولايات المتحدة من منظمة "غولن" الإرهابية وزعيمها المقيم بولاية بنسلفانيا، قال مرجان إن السياسات الخاطئة للإدارات والأنظمة الأمريكية بخصوص هذا الموضوع مؤسفة للغاية.

وأضاف أن موقف واشنطن من "غولن" الإرهابية وتنظيم "بي كا كا/ ب ي د" الإرهابي يؤثر سلبياً على علاقات البلدين ويزعج تركيا حكومة وشعباً.

وأكد على أن تركيا محقة في طلبها تسليم المسؤولين عن محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز، المسؤولين عن قصف أنقرة وإسطنبول، المتسببين في استشهاد الكثير من أبناء الشعب التركي، وأن عدم استجابة واشنطن لهذه المطالب أمر مؤسف ليس للحكومة التركية فقط بل لكل أفراد الشعب التركي.

وتابع، "حماية المسؤولين عن محاولة انقلاب في بلد يمتلك ثاني أكبر جيش بحلف الناتو، أمر يحزننا وسيضر بالعلاقات بيننا. وكذلك الأمر بالنسبة لموقف الإدارة الأمريكية من تنظيم بي كا كا/ ب ي د الإرهابي."

- أحداث عام 1915

وبخصوص المزاعم الأرمنية حول أحداث 1915، قال السفير مرجان أن ادعاءات "الإبادة" المزعومة من المواضيع التي تؤثر بالسلب على العلاقات التركية الأمريكية.

وأضاف أنه حتى اليوم لم يستخدم أي رئيس أمريكي مصطلح "الإبادة" الذي تزعمه أرمينيا، وأن الرئيس الجديد بايدن هو من سيحدد القرار النهائي بخصوص ذلك.

ولفت إلى أن موقف تركيا واضح منذ البداية، وهي تطالب دائماً بفتح الأرشيف في الدولتين وتشكيل لجنة من متخصصين مستقلين في التاريخ لبحث الموضوع، إلا أن الجانب الأرمني لم يتخذ أي خطوة في سبيل ذلك.

وأكد مرجان أنه لن يركز على السياسة فقط بصفته ممثلاً لتركيا في الولايات المتحدة، بل سيهتم أيضاً بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وسيعمل من خلال اجتماعات المستثمرين والمؤتمرات والزيارات المتبادلة على المساهمة في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!