ترك برس

تتواصل الأزمة القائمة بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن بدأت عام 2014 على خلفية ضم موسكو، شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، لتبدأ بالتصاعد مؤخراً، إثر التحركات العسكرية الروسية، شرقي أوكرانيا.

وفي 30 مارس/آذار الماضي، أعلن رئيس هيئة الأركان الأوكرانية رسلان هومتشاك، أن القوات الروسية أرسلت وحدات إلى منطقة قريبة من الحدود بذريعة إجراء تدريبات عسكرية.

ومنذ نحو 7 سنوات، تشهد العلاقات بين كييف وموسكو توترا متصاعدا بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين في منطقة "دونباس" شرقي أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، سلّط تقرير لشبكة الجزيرة القطرية، الضوء على القوى الخارجية التي تعوّل عليها كييف في أزمتها مع موسكو، ومن بين هذه القوى تركيا التي تربطها بأوكرانيا شراكات تعاون اقتصادية، وعسكرية ودفاعية.

وبحسب التقرير، تحلّ تركيا في المرتبة الثالثة في مسألة التعويل على الدعم، لا سيما أنها دولة رئيسية في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ومعنية بالملف الأوكراني، أكثر من غيرها ربما.

وبهذا الشأن تشهد الشهور الماضية التي بلغت فيها علاقات التعاون العسكري بين البلدين مستوى "الشراكة الإستراتيجية"، في إطار أكثر من 30 صفقة ومشروعا للتصنيع المشترك.

وينقل التقرير عن بيتر ديكنسون -خبير الشؤون الأوكرانية في مركز "الأطلسي" للدراسات-، قوله إن "تركيا ترفض احتلال شبه جزيرة القرم واضطهاد التتار فيه، الذين تعدّهم امتدادا عرقيا لها، ولا يسرّها أيضا تعاظم نفوذ روسيا في البحر الأسود شمالا، وفي سوريا جنوبا".

وأضاف "تركيا بوابة تريد من خلالها أوكرانيا التقارب أكثر مع الناتو، وهي، بمعزل عن الحلف، باتت في الأعوام الماضية قوة إقليمية لا يستهان بها، أثبتت حضورها في سوريا وليبيا وإقليم قره باغ بأذربيجان".

لكن ديكنسون يقلل من حدود الدعم التركي المباشر لأوكرانيا، فيقول إن "الشراكة بين البلدين اقتصادية أكثر مما هي عسكرية، وأعتقد أنها تخضع لحسابات تركية متأنية جدا، خاصة فيما يتعلق بشراء الطائرات المسيرة التركية، فأنقرة حريصة -رغم الخلافات- على علاقات أكبر وأوسع مع موسكو".

وتولي أوكرانيا أهمية كبيرة للتعاون مع تركيا في الصناعات الدفاعية، إذ تعتبرها الشريك الأهم لها في هذا المجال، وتعول عليها في عملية انتقال كييف من نظام الجيش السوفياتي السابق إلى معايير تتيح لها الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وفي ختام محادثاته مع نظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي، مؤخراً، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التعاون العسكري بين أنقرة وكييف غير موجه ضد دول ثالثة.

وفي وقت سابق، كشفت شركة بايكار التركية المتخصصة في تقنيات الطائرات المسيرة أن أوكرانيا اشترت عددا من طائرات بيرقدار التركية المسيرة، التي أثبتت فعاليتها.

ويشير التقرير إلى أن القوى الثلاث الأخرى التي تعوّل عليها أوكرانيا في أزمتها مع روسيا، هي الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت على مدار 7 سنين أوكرانيا بنحو 2 مليار دولار، جاءت على هيئة مساعدات عسكرية وأمنية وغيرها، ولا يزال الحديث يدور بينيا عن رغبة أوكرانيا بالحصول على "أسلحة أميركية فتاكة" لمواجهة روسيا.

كما يبرز حلف شمال الأطلسي "ناتو" منذ عام 2014 طرفًا تسعى أوكرانيا حثيثا إلى الحصول على دعمه وعضويته الكاملة، بدعم ومباركة دوله المجاورة حدوديا، ودعم الولايات المتحدة أيضا.

وفي السنوات الماضية، وفي إطار برنامج "الشراكة الشرقية" مع أوكرانيا وجورجيا، شهدت العلاقات مع الناتو نشاطا لافتا، بعقد قمم سياسية دورية، وتدريبات عسكرية مشتركة واسعة، بلغت في أواسط 2020 ضمّ الحلف أوكرانيا إلى برنامج "الفرص المعزز للتعاون".

من بين الأطراف الخارجية الأخرى التي تعوّل عليها أوكرانيا، هي بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

منذ بداية الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا عام 2014، برز الاتحاد الأوروبي كجهة رئيسية داعمة لأوكرانيا، برفض العدوان الروسي، وفرض العقوبات، وتقديم المساعدات المالية، وجهود الحل السياسي للتسوية في إطار "رباعية النورماندي" (روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا)، وغيرها.

وقد برز في السنوات الماضية أيضا موقف دعم عسكري لافت من كندا، جاء على شكل اتفاقيات تعاون عسكري، وتدريب ومناورات مشتركة.

وحدود الدعم العسكري، بحسب خبراء، لن تتعدى إطار الناتو، أو التنسيق مع الإدارة الأميركية، خاصة إذا ما كانت واشنطن جادّة في وقف روسيا عند حدّها، وبالقوة هذه المرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!