ترك برس

يواجه وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في الآونة الأخيرة، هجوماً من قبل سادات بيكر، أحد زعماء المافيا، حيث يوجه لهم تهماً عدة بينها تجارة المخدرات والتعاون مع شخصيات محسوبة على الدولة العميقة وغيرها من التهم.

ويقوم "بيكر" المقيم في الإمارات، بنشر مقطع مصور كل يوم أحد، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتناول فيها تفاصيل أحداث شهدتها تركيا في السابق، وأغلبها أحداث غامضة.

هذه الخطوة من قبل "بيكر" جاءت عقب مداهمة قوات الأمن التركية، منزله في إسطنبول، ضمن إطار عملية ضد شبكته المتوزعة في العديد من الولايات التركية.

اللافت في الأمر، أن خروج "بيكر" الذي شغلت مزاعمه والتهم التي وجهها الرأي العام التركي، إلى الواجهة جاءت بعد ورود تقارير حول قيام وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بإنهاء جميع أشكال التعاون العملي بين قوات الأمن التركية والإدارة الأمريكية، وذلك تدريجياً منذ أن تولى منصبه في عام 2016.

ونقل تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، عن مسؤول تركي أن صويلو علق التدريب والبرامج المشتركة بين قوات الشرطة التركية والأمريكية، ومنع وصول الولايات المتحدة إلى معلومات استخبارات الشرطة التركية بشأن المشتبه بهم، ورفض مشاركة المعلومات المتعلقة بالتحقيقات التركية الجارية مع نظرائه الأمريكيين.

المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أشار إلى أن ذلك لم يعرقل بشكل كامل التعاون مع السلطات الأمريكية، لأنها تمكنت من تلقي المعلومات ذات الصلة بمجرد اكتمال التحقيقات وتقديمها إلى المحاك".

ولفت الموقع إلى أن صويلو وواشنطن بينهما تاريخ طويل من العداء، ففي عام 2018، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب عقوبات مؤقتة على صويلو ووزير العدل عبد الحميد غول بسبب اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون.

وأضافت أن رفع العقوبات فيما بعد لم يمنع صويلو من تصعيد الهجمات الكلامية على واشنطن وإبعاد حكومته عن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، إذ طالما اتهم وزير الداخلية الولايات المتحدة بأن لها دورًا في الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا صيف عام 2016، وهو ما تنفيه واشنطن.

وينقل الموقع عن أشخاص مقربين من صويلو أن الأخير كانت لديه دائمًا شكوك بشأن الولايات المتحدة، وأن العقوبات المفروضة عليه أدت إلى تسريع خطواته لتعليق التعاون مع قوات الأمن الأمريكية.

وخلال مشاركته، الأربعاء، في برنامج تلفزيوني على قناة "خبر ترك" التركية، قال صويلو إن "محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو / تموز بتركيا حدثت بتعليمات من الولايات المتحدة."

وأضاف الوزير التركي: "عاقبتني الولايات المتحدة مرتين فقط لقولي ذلك".

كما كشف صويلو يوم الأربعاء أنه لم يمنح موعداً للقاء السفير الأمريكي في تركيا، ديفيد ساترفيلد، على الرغم من إصرار السفارة على ذلك.

وأردف قائلاً: "لن أمنحه أي موعد. لن أفعل ذلك إلا إذا بدأوا في إظهار الاحترام لهذا البلد."

وفي سياق متصل، أكد صويلو في البرنامج التلفزيوني ذاته، أن تركيا تعدّ بلداً أساسياً بالنسبة لممرات تهريب المخدرات، مشدداً في الوقت ذاته على اتخاذهم كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لإحباط عمليات التهريب هذه.

وشدد على أن بلاده تتعرض لهجمات عقب إفشالها أكبر عملية تهريب للمخدرات في تاريخ الجمهورية التركية، في إشارة منه إلى مزاعم "بيكر" بحقه.

ورفض صويلو الادعاءات الموجهةضد من قبل "بيكر"، مشددا على أنه تقدم بشكوى إلى القضاء للتحقيق في صحة المزاعم المقدمة، وفي حال إثباتها، وهي "غير صحيحة" بحسبه، فإنه مستعد لتحمل التبعات القانونية.

زقال صويلو: "جميع الادعاءات التي يسوقها بيكر هراء، وهي عبارة عن حلقة منظمة تستهدف تركيا، وكلها ادعاءات لا صحة لها"، فمثلا جريمة كوتلو- التي اتهم فيها الوزير بالتقصير- أفاد بأن "جميع التقارير كتبت ولا توجد أي ثغرة"، داعيا مدير الأمن السابق محمد آغر إلى "ترك مهامه والاستقالة من منصبه في المرفأ الذي يتولى مسؤوليات فيه".

وردا على سؤال "لماذا يتم استهداف شخصية صويلو؟"، أجاب: "منذ عام 2016 تلقت التنظيمات المحظورة في تركيا أقسى أنواع الضربات الأمنية والعسكرية، سواء حزب "العمال الكردستاني"، أو "غولن"، أو تنظيم "داعش"، ووصلت إلى وضع صعب بشكل غير مسبوق، وهذا النجاح النادر للحكومة يقابله رفض من هذه الأطراف والجهات الداعمة، وبما أنه- أي صويلو- كان على رأس وزارة الداخلية، فإنه استهدف بهذه النجاحات".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!