ترك برس

أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده ستواصل العمل مع روسيا لاستمرار الهدوء في سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في ولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا.

وأوضح تشاووش أوغلو أنهما بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية، لاسيما التطورات في سوريا، وليبيا، وأفغانستان، وإقليم "قره باغ" الأذربيجاني.

وقال: "سنواصل العمل مع روسيا لاستمرار الهدوء في الميدان من أجل العملية السياسية بسوريا".

وتابع: "هدفنا يتمثل بضمان الاستقرار والسلام في كل هذه البلدان". وفق وكالة الأناضول.

وجدد تشاووش أوغلو تأكيده التزامهم بوحدة الأراضي السورية، مضيفا بالقول: "لأجل ذلك ينبغي إحياء العملية السياسية".

ولفت إلى أن صيغة آستانة هي أكثر آلية فعالية في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن لقاء سيعقد ضمن إطار هذه الصيغة في العاصمة نور سلطان الأسبوع القادم.

وأفاد بأن اللجنة الدستورية التي أنشئت بفضل عملية أستانة، يجب أن تركز في الجولة السادسة من اجتماعاتها على النتائج.

وأكد ضرورة تطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدا لوحدة البلاد، مشيرا إلى أن تنظيم "ي ب ك / بي كا كا" الإرهابي يواصل أجندته الانفصالية.

كما شدد على ضرورة تمديد قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بدخول المساعدات عبر معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، مؤكدا أنها قضية إنسانية.

وفي الشأن الليبي، قال تشاووش أوغلو إن الوحدة السياسية لليبيا وسلامة أراضيها "أولوية نتفق عليها جميعا".

وتابع: "آمل أن يستمر كل شيء كما هو مخطط له في ليبيا، ويتم تشكيل إدارة تمثل الجميع عبر إجراء انتخابات، ويتم إرساء السلام والاستقرار فيها".

وأشار إلى إسهامات تركيا وروسيا المهمة في العملية التي سبقت "مؤتمر برلين".

وأردف: "لدينا الآن فرصة مهمة، ثمة حكومة مؤقتة جديدة، ومجلس رئاسي، وليس لدى أحد سبب للمنافسة، هناك خطوات يجب اتخاذها من أجل ليبيا".

وأكد على ضرورة تلبية احتياجات الشعب الليبي حتى إجراء انتخابات جديدة في البلاد، واتخاذ خطوات لإعادة توحيد المؤسسات ولا سيما الأمنية.

وأضاف: "يساهم مدربونا ومستشارونا في ليبيا بشكل كبير لتحقيق هذه الغاية".

- مشروعات مشتركة

ولفت تشاووش أوغلو إلى أن البلدين نفذا مشاريع استراتيجية مثل خط أنابيب "السيل التركي" لنقل الغاز، ومحطة "آق قويو" للطاقة النووية، مؤكدا عزمهم مواصلة هذا النوع من التعاون خلال الفترة القادمة.

واستطرد: "كدولتين كبيرتين في المنطقة، فإن تعاوننا يسفر عن نتائج ملموسة، نحن نحترم بعضنا البعض، وهناك صداقة حقيقية بين رئيسي البلدين، نريد أن نواصل عملنا وتعاوننا في الفترة المقبلة ضمن جو من الثقة المتبادلة".

وأشار إلى أنهما قاما خلال اللقاء بالتحضير لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، لافتا إلى أنه سيعقد في تركيا.

ونوه إلى أنهم يهدفون للوصول في حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار، مشيرا إلى اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة سيعقد بتاريخ 30 يوليو/ تموز المقبل في موسكو.

وفي إشارة إلى أهمية السياحة من جهة الاقتصاد والعلاقات الإنسانية، أكد تشاووش أوغلو صواب قرار روسيا رفع القيود عن الرحلات الجوية إلى تركيا في 22 يونيو / حزيران الجاري.

وأضاف: "كان قرارا يتطلع إليه السياح الروس أيضا، فأنطاليا (جنوب غربي تركيا) إحدى المدن الأكثر زيارة حول العالم بالنسبة لهم".

ولفت إلى أن 7 ملايين سائح روسي زاروا تركيا عام 2019، مؤكدا أنهم سيبذلون الجهود للوصول إلى هذا الرقم مجددا.

وذكر أن المنشآت السياحية جاهزة لاستقبال السياح لقضاء عطلة صحية وآمنة.

وأوضح تشاووش أوغلو أن تركيا تواصل التعاون مع روسيا لمكافحة وباء كورونا.

وأشار إلى أن المؤسسات في البلدين تعمل معا بشأن إنتاج لقاح "سبوتنيك في" الروسي بشكل مشترك.

وتابع: "نرغب في مواصلة تعاوننا في مجال السياحة الآمنة وإزالة معوقات السفر".

وأضاف أن تركيا لا تطلب فحص "بي سي آر" سواء من الروس أو غيرهم من السياح الذين تلقوا جرعتي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، بخلاف من لم يتلقى اللقاح.

وأشار إلى توقيع تركيا على اتفاقيات بشأن الاعتراف المتبادل بشهادات اللقاح مع دول مثل اليونان، وبلغاريا، وصربيا، والمجر .

وأضاف: "نقلنا اقتراحنا للجانب الروسي بخصوص الاعتراف المشترك بشهادات اللقاح ضد كورونا".

- قناة إسطنبول

وبخصوص قناة إسطنبول، أكد تشاووش أوغلو أن اتفاقية مونترو وقناة إسطنبول لا يؤثران على بعضهما البعض.

وتضمن اتفاقية مونترو الموقعة في 20 يوليو/ تمّوز 1936، ودخلت حيز التنفيذ في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1936، سيادة تركيا على المضائق البحرية في البوسفور والدردنيل.

وأوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شارك العالم أجمع بأفكاره حول قناة اسطنبول.

وأفاد أن الطاقة الاستيعابية الآمنة للسفن العابرة لمضيق البوسفور تصل إلى 25 ألف سفينة سنويا.

وأضاف أن عدد السفن العابرة سنويا لمضيق البوسفور تجاوز 45 ألفا في الوقت الراهن.

وتابع: "وبحلول عام 2050 سيصل (عدد السفن العابرة) إلى 80 ألفا".

وأشار إلى أن المؤسسات والوحدات ذات الصلة تعمل على مراحل أخرى لتنفيذ المشروع.

وأكد تشاووش أوغلو أن هناك أيضا اهتماما كبيرا بالمشروع من قبل الشركات الدولية، ولن يكون هناك أي تغيير في اتفاقية مونترو مع إنشاء قناة إسطنبول.

وبيّن أن تركيا نفذت اتفاقية مونترو حتى الآن حرفيا، مضيفا أن بلاده دولة تفي بالتزاماتها الناجمة عن الاتفاقيات التي وقعتها.

وأعرب عن أمله بأن تخف حركة العبور من مضيق البوسفور مع استكمال مشروع قناة إسطنبول.

وذكر أن "السفن التجارية تنتظر فترة طويلة من أجل العبور، كما لا يمكننا السماح لعبور السفن التي تحمل متفجرات والتي تشكل خطرا على إسطنبول والمضيق".

وتابع في ذات السياق: "سيتم إعادة تنظيم كل هذه الأشياء مع قناة إسطنبول، وهذا ليس له علاقة باتفاقية مونترو".

والسبت، وضع أردوغان حجر الأساس لأول جسور "قناة إسطنبول"، ليبدأ فعليا تنفيذ المشروع الذي أعلنه في 7 أبريل/ نيسان 2011، بعد اكتمال مرحلة دراسة وإعداد المشروع في ضوء العلم والتقنية.

وستصل القناة بين بحر مرمرة والبحر الأسود بالشطر الأوروبي من إسطنبول، ويبلغ طولها 45 كلم، وعمقها 20.75 مترا، وعرض قاعدتها 275 مترا على الأقل.

ويهدف مشروع "قناة إسطنبول" إلى حماية النسيج التاريخي والثقافي لمضيق البوسفور وزيادة أمن الملاحة وحركة السفن فيه وتقليل الضغط عليه، وتشكيل ممر مائي دولي جديد، ومن المخطط إنشاء مدينة حديثة مقاومة للزلازل على ضفتي القناة وفق أسلوب العمارة الأفقي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!