ترك برس

أنشئ في موقع "أشاغيبينار" بقرية "أصيلبيلي" في ولاية "كيركلارلي" شمال غربي تركيا، متحف مفتوح يعرض نتائج دراسات طويلة لحفريات أثرية تعود للحياة القروية قبل 8 آلاف عام في المنطقة للأجيال القادمة، في موقع أنقاض هذه الحفريات.

ترأس الدكتور محمد أوزدوغان، عضو هيئة التدريس في فرع عصور ما قبل التاريخ بقسم الآثار في كلية الأدبيات بجامعة إسطنبول، الدراسات التي تم تنفيذها في طريق قرية "أصيلبيلي"، التي بدأت في عام 1993 وانتهت هذا العام، حيث تم اكتشاف آثار تعود للمجتمعات القروية في المنطقة، عرف من خلالها نمط الحياة القروية والزراعة القديمة من الأناضول إلى إقليم تراقيا.

يهدف مشروع "المتحف المفتوح ومركز استقبال الزوار" في أصيلبيلي، إلى عرض نتائج الحفريات التي تم العثور عليها والتعريف بها، ومن ثم نقلها للأجيال القادمة، وبلغت الميزانية التي خصصت للمشروع بالتعاون مع إدارة العمل عبر الحدود والإدارة الإقليمية ومديرية الثقافة والسياحة في كيركلارلي حوالي مليونين و600 ألف ليرة.

كما يجري العمل على إعداد مشروع "نفق الزمن" المصنوع من الأخشاب مع مركز لاستقبال الزوار في المنطقة ضمن نطاق المشروع، وينتظر أن تنتهي أعمال بنائه قريبا، لعرض نتائج الحفريات فيه.

يحتوي المتحف المفتوح على نماذج لأشخاص وحيوانات ومعدات ومركبات تصف الحياة القروية في المنطقة، كما تُعرّف معروضاته بالحياة القروية في الوقت نفسه من خلال حظيرتين، ومن المخطط الانتهاء من أعمال المشروع في عام 2023.

ومن جهته، صرح مدير الثقافة والسياحة الإقليمي ولي شين، بأن تنفيذ  هذا المشروع في كيركلارلي يحمل أهمية تاريخية كبيرة لإقليم تراقيا، حيث سينقل الحياة القروية التي تعود إلى 6 آلاف عام ما قبل التاريخ للأجيال القادمة، وقال شين: "استمرت دراسات الدكتور أوزدوغان، لمدة 28 عاما، حيث كشفت عن الحياة القروية والزراعية من الأناضول إلى تراقيا، عبر اكتشاف أقدم آثار المجتمعات الزراعية في المنطقة".

وأشار شين، إلى أن القطع الأثرية المكتشفة تقدم أدلة توضيحية لمفهوم نمط سكان القرية في الماضي: "يمكننا وصف أشاغيبينار بأنها تراث ثقافي مشترك للبشرية، كما يمكننا القول إن مستوطنة القرية هو المثال الأول للمجتمع القروي. ومن المعروف أن مجتمع مستوطنة القرية استمر مدة معينة في الأناضول، وانتقل منها إلى أوروبا ومناطق أخرى".

أكد شين، على أهمية منطقة أشاغيبينار للتراث الثقافي المشترك للبشرية، وقال: "سيتعرف زوار المتحف على نمط حياة السكان وخصائص الكائنات الحية في تلك الفترة، لتكون أهمية أشاغيبينار في تراقيا توازي أهمية موقع غوبكلي تبه (التي يُعتقد أنها من أقدم آثار المجتمعات البشرية في العالم) في الأناضول. أعتقد أننا نجحنا في تحقيق عمل خاص مميز عبر مشروعنا، من خلال إنشاء مساحات عرض لرؤية الأراضي الرطبة، والنماذج، ونفق الزمن، والآثار البارزة لتلك الفترة".

وأشار شين، إلى أن أشاغيبينار يتوقع أن تصبح وجهة جذب سياحية بعد الانتهاء من أعمال تشييدها، وقال: "أنهينا أعمال البنية التحتية إلى حد كبير مع مشروع İPA التابع للاتحاد الأوروبي في أطلال أشاغيبينار. وأنشأنا (نفق الزمن) ومساحات لعرض الآثار. وأنهينا في الوقت نفسه بناء مركز استقبال الزوار عبر المشروع الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وكالة تنمية تراقيا، ونقوم بإكمال المرحلتين الثانية والثالثة معا، وهدفنا الأكبر جعل منطقتنا كيركلارلي من أجمل المراكز السياحية في تركيا، وبأفضل الطرق الممكنة، لما تمتاز به من إرث ثقافي مشترك للبشرية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!