ترك برس

حذرت صحيفة " جيروزاليم بوست" إن العلاقات المتنامية بيت تركيا وروسيا ولاسيما في المجال العسكري تثير قلق إسرائيل، مشيرة إلى أن بقاء الرئيس أردوغان في السلطة ،ومعارضة تركيا المباشرة لأقرب حلفاء إسرائيل الإقليميين، تعني أن التقارب الوشيك بين تركيا وإسرائيل غير محتمل.

ولفتت الصحيفة في مستهل مقال للكاتب جوناثان سباير إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة وحديثه عن تعاون مع روسيا لبناء محطتين أخريين للطاقة النووية على الأراضي التركية، وحديثه عن عزم تركيا شراء دفعة ثانية من صواريخ إس 400 الروسية.

وعلق الكاتب بأن تصريحات الرئيس التركي أردوغان تؤكد الميل التركي تجاه روسيا ، وتنامي ابتعاد أنقرة عن واشنطن.

وأضاف أن التحرك التركي تجاه روسيا لا يتحدد فقط من خلال العلاقات المتدهورة بين أنقرة وواشنطن. فهناك غضب وقلق في تركيا بشأن صفقة دفاع بحرية كبرى أخيرة بين فرنسا واليونان خصم تركيا التقليدي لبيع الأخيرة فرقاطات وطرادات بقيمة 5 مليارات دولار.

وبالنظر إلى الموقف الفرنسي من التحركات التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​، فإن هذه الدفاعية الرئيسية تعزز التحالف الاستراتيجي بين فرنسا واليونان. وفرنسا ملتزمة الآن بتقديم المساعدة العسكرية لليونان إذا طلبت ذلك.

وزعم الكاتب أن الرئيس أردوغان يبحث عن شركاء جدد لأن الولايات المتحدة منخرطة في انسحاب عام من المنطقة، كما إن التحالفات الأمريكية الأخرى والغضب من شراء تركيا لمعدات عسكرية روسية ، يجعل واشنطن غير متاحة كشريك لطموحات تركيا الإقليمية.

وتابع أنه ينيما تواصل تركيا مسارها في الانفصال عن مجموعة تحالفاتها في الحرب الباردة ، قد ترغب إسرائيل في النظر في موقف أنقرة المستمر فيما يتعلق بالأحداث غرب نهر الأردن.

وأشار إلى أن التحدي الجدي الوحيد الذي يواجه استمرار تفوق إسرائيل في منطقة غرب الأردن  هو تعبئة رموز الإسلام السني والمنظمات التي تسعى إلى الاستفادة من هذه الرموز سياسياً.

وأوضح أن تركيا منخرطة بنشاط في السنوات الأخيرة في السعي لتحقيق مكاسب في هذا المجال. من خلال وكالة التعاون والتنسيق التركية " تيكا"  ، وشراء الممتلكات ودعم النشاط الإسلامي في القدس وأماكن أخرى في إسرائيل ، ومن خلال المساهمات المالية في غزة التي تسيطر عليها حماس ،، تسعى أنقرة إلى تصوير نفسها حامية الأماكن الإسلامية المقدسة ، وراعية الكفاح الطويل ضد إسرائيل.

وختم مقاله بأن جهود أنقرة المستمرة في هذا المجال ، واغترابها المتزايد عن واشنطن ، وتحركاتها تجاه روسيا ، ومعارضتها المباشرة لأقرب حلفاء إسرائيل الإقليميين ، تعني أن التقارب الوشيك بين تركيا وإسرائيل غير محتمل ، والجهود المفرطة تجاهها غير مجدية وربما غير مستصوبة ، في المستقبل المنظور.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!