ترك برس-الأناضول

أعادت الجزائر مجددا بعث الروح لمصلى (جامع) عثماني ظل مغلقا لسنوات طويلة، تزامنا مع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.

وأشرفت وزيرة الثقافة الجزائرية وفاء شعلال، الإثنين، بعاصمة البلاد على تدشين "مصلى الرياس" بقصر رياس البحر في العاصمة الذي بني خلال الفترة العثمانية (1515-1830).

جاء ذلك خلال مشاركتها في معرض أقيم بـ"قصر رياس البحر" تحت عنوان "مسيد" (الاسم المتداول قديما للمدرسة في الأوساط الشعبية) خاص بفضاء تعليمي للقرآن الكريم بطبعة تقليدية بمعايير قديمة.

** مصلى قاع السور

ومصلى الرياس يعرف أيضا باسم "مصلى قاع السور" الذي أغلقته السلطات الفرنسية إبان استعمارها الجزائر عام 1830، عبارة عن دويرة (تصغير لكلمة دار) من ضمن 6 دويرات موجودة بقصر رياس البحر المعروف بـ"حصن23".

وقالت شعلال في كلمة لها خلال الافتتاح، إن "المعارض الخاصة بالمدارس القرآنية اقترنت تسميتها بـمسيد في تراثنا التاريخي".

وأشارت إلى أنّ "المساجد والمدارس القرآنية كانت سدا منيعا في وجه حملات التنصير والتجهيل والتغريب التي مارسها الاحتلال الفرنسي ضد الجزائريين".

ولفتت إلى أنّ "لها دور رائد في ترسيخ المرجعية الدينية القائمة على الوسطية والاعتدال والرافضة للتطرف والغلو".

وأوضحت الوزيرة أنّ "معرض مسيد يبرز النمط التقليدي للمدارس القرآنية في صورة مصلى الرياس".

وأكدّت أنّه "يهدف لإحياء الذاكرة الوطنية والإبقاء على النموذج المعماري الذي يعكس أصالة المدرسة القرآنية التي أنجبت علماء وفقهاء وأئمة".

من جهتها، قالت الباحثة في الآثار مديرة مركز الثقافة والفنون (قصر رياس البحر) فايزة رياش، إنّ "جامع قاع (أسفل) السور "هو جزء من قصر رياس البحر أو بطارية القصر".

وأضافت رياش في حديث للأناضول، إنّ "مصلى قاع السور يعد الشاهد الوحيد على امتداد القصبة نحو البحر (المتوسط) خاصة خلال الحقبة العثمانية".

واستطردت قائلة: "بُني جامع قاع السور من قبل العثمانيين وكانت تقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة".

وأوضحت المسؤولة أنّ "الجامع كان يؤدي أيضا دور المدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والسنوية النبوية الشريفة وعلوم اللغات".

وأشارت إلى أنّ "المصلى تمت إعادة تهيئته وترميمه منذ فترة وبأدواته التقليدية العتيقة مع الحفاظ على طابعه العتيق كما كان في السابق".

ولفتت إلى أنّه دور "المسيد" بما فيها جامع "قاع السور" معروف لما قدمته للأمة الجزائرية بمحاربة الجهل والأميّة ومحاربة التنصير خلال الثورة ضد الاستعمار الفرنسي (1830-1962).

** قصر رياس البحر

وشيد قصر رياس البحر أحد أشهر المعالم العثمانية بمدينة الجزائر عام 1576 من قبل الداي رمضان باشا حاكم الجزائر سنتي 1576 و1577 إبّان الحقبة العثمانية.

ويقع حصن رياس البحر، الذي شيد بغرض حماية مدينة الجزائر، أسفل حي القصبة العتيقة، ويتشكل من 3 قصور تحمل الأرقام 17 و18 و23، إضافة إلى 6 بيوت صغيرة (دويرات)، لإقامة العائلات وتسمى "بيوت الصيادين" أو "بيوت رياس البحر"، وكذا مكتبة وإدارة.

وعام 1992، صنفت "يونسكو" (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، "قصر الرياس" ضمن قائمة التراث العالمي.

وفي عام 1994 حوّلته السلطات الجزائرية إلى مركز للفنون والثقافة تُقام فيه المعارض التشكيلية والندوات التاريخية، ويستقبل يوميا الزوار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!