إنغين آرديتش - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تلوحُ بالأجواء فكرة التحالفات بين الأطراف المختلفة في الساحة التركية رغم إمكانية تحققها لأجنداتها ضعيفة. فالسعي للتحالف بين أحمد دوغان وإمبراطورية دميرأورين على قدمٍ وساق حتى يستفيدوا من الأجواء العامة للانتخابات ويضربوا الحديد وهو حامٍ.

قد أتفهم عمل أحمد دوغان من أجل طموحاته وأحلامه وتعزيز أجنداته فيحصل على أكبر المكاسب وطلة جميلة على البحر في تلة هلدون. لكن ما لا أفهمه هو سعي دميرؤران الدأوب، ما الذي يُريد أن يفعله؟ هل سيشتري أنبوب غاز؟ أم سيبتاع لُعبة لطفله؟؟؟

وتتمثّل الحقيقة المرة للسيد دميرؤران في أن أموله الطائلة لم تُسعفه من المشاكل المُتتالية من نتاج إختياراته السيئة. فقد صب على نفسه القاذورات من الصحف التي تملّكها، فهي لم تشفع له بل كانت ثقلا يُرهق كاهله، فلم تُساعده الظرف دائمة التّقلب. يقولون بأنهُ بعد الانتخابات سيتخلص مما بين يديه ويبحث عن آخر.

تجلس الديناصورات وتفكر بالخيارات المتاحة للتحالفات فيبدأ كلٍ منهم بستعراض مواهبة فيقول أحدهم تحالف حزب العدالة والتنمية مع الجُمهوريين، فيرُد آخر لا؛ حزب العدالة والتنمية مع حزب الشعب الديمقراطي، وينطقُ آخر لا لا؛ حزب الجُمهوريين مع القوميين مع حزب الشعب الديمقراطي، أو لربّما حزب العدالة والتنمية مع الجُمهوريين والقوميين. أما إن أردوا الأفضل فهو مشاركة الجميع وأن وجدوا حزب شارد عن القطيع فبتّأكيد عليهم إضافته...

تراهم وهم يُواسون أنفسهم تنطق جوارِحهم: حتى وإن كان التحالف ضعيفا فالمهم أنه يؤادي وظيفته، لكن ماذا نسميه؟؟ وهنا يأتي صاحب المهمات المستحيلة والأمجاد في زماناته حُسام الدين، فلا شيء يمضي من دون مشورته، وكما عُرف عنه فهو سيُعطيه اسم لا طعم ولا رائحة له. لكن المهم إن خيوط الدولة كُلها كانت بين يده. وكما أذكر عن تلك الأيام و أنا أعمل في أحد صحف المعارضة كان الكل يُحذروني من الإقتراب منه بأي نقد. من مثل هذا تُريد الصُحف المعرضة أن يكون تحالفهم.

يا تُرى، هل هذه المرة الأولى التي يُكونون بها جبهة مُوحدة؟ أم يا تُرى هي الثانية؟ أمّا أنا فأراها كلعبة الطاولة "اللوتو" مُتسائلين بينهم هل نُبعثر الأمور هنا؟ أم هناك؟ أم نأتي من كل كل خُطةٍ قطعة؟؟

أعندما يضربون أخماسًا بأسداس يخرجون بحل؟ أحسبُهم يسيرون على خُطى السياسين في إسرائيل فحُلولهم لن تزيدهم إلا خسارة. حكومة إسرائيل الجديدة مُكونة من خمسة أحزاب، وتكون الحُصة الأكبر للذي يتجّبر أكثر على الفلسطينيين، حتى وصل الحال بوزيرة العدل بأن تقول أن الأطفال وأُمهاتُه لا يستحقون الحياة!!!

وفي نفس السياق نرى وزير التنمية يوف غالان المُدان بالسرقة و الذي تم إعفائه من وظيفته بسب كذبه. ومثله وزير الأقتصاد أريان ديري الذي حُبس 23 شهرا بسبب قُبوله للرشاوي.
نعم، مثل هذه الحكومات ما يليق بالصّحافة المعارضة؛ فمدرسة فكرية واحدة لن تنجب إلا مثل هؤلاء. ماذا أقول، أينفعهم إذا دعوتُهم للتوحد مع فتح الله غولن؟؟ لا أعتقد. لكن المؤكد أن العار والشنار نصيبهم ما دام سُباتهم السياسي مستمر!!!

 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس