ترك برس

مضت 60 عاما على توقيع اتفاقية العمل فيما بين تركيا وألمانيا، التي تنص على هجرة القوى العاملة من تركيا إلى ألمانيا، وقد شهد الأتراك منذ توقيعها أحداثًا مهمة، تركت في ذاكرتهم ذكريات منها الحلوة والمرة، وأصبح اليوم أبناء وأحفاد الجيل الأول من العمال الضيوف أصحاب أعمال وعلماء ومحامون وأطباء وبرلمانيون وأكاديميون وصحفيون ورجال أعمال.

تم توقيع الاتفافية، التي ساهمت في نهضة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1961، وهاجر 870 ألف تركي بعد التوقيع للعمل في ألمانيا، الذين وصل عددهم اليوم إلى 3,5 مليون نسمة في غضون 60 عاما، حوالي 3 ملايين منهم أتراك حاملون للجنسية الألمانية.

كان نجاح أوغور شاهين وأوزلام تورجي، في تطوير لقاح فيروس كورونا، أكبر مثال على إسهام أبناء المهاجرين الأتراك في نهضة ألمانيا، الذين يتم ذكر أسمائهم بكل فخر في أرجاء البلاد والعالم ايضا.

وبرز اسم أيدان أوزغوز، الذي تم انتخابه نائب رئيس للبوندستاغ، كنجاح باهر ومؤثر في الأجيال التركية الجديدة، كما تم انتخاب 18 نائب من أصول تركية في الانتخابات الأخيرة، التي أجريت في 26 أيلول/ سبتمبر الماضي، مما يمنح بصيص أمل للأتراك في الحكومات المحلية خلال الأعوام القادمة.

من ناحية أخرى، فقد العشرات من الأتراك المقيمين في ألمانيا حياتهم جراء جرائم القتل المرتكبة من قبل منظمات إرهابية، كما تعرض العديد من الأتراك لهجمات عنصرية وحوادث كراهية للأجانب، لا سيما في “هانو” و”موللن” و”سولينجن”.

يقول أبناء المجتمع التركي في ألمانيا إنهم يرغبون في التعايش والديمقراطية وسيادة القانون، لذلك يطالب عدد منهم بتوضيح أسباب هذه الاعتداءات وجرائم القتل، وبالحد منها، كما يعترضون على التخلي عن تعريف العمال الأتراك بالضيوف.

وقد أشاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي يشغل منصب الرئيس منذ عام 2017، بإنجازات وخبرات أجيال العمالة الوافدة، خلال احتفالية نظمت في برلين بمناسبة الذكرى 60 لتوقيع الاتفاقية، قائلا للأتراك: "يجب أن تحظوا بمكانكم المناسب في كتبنا المدرسية وفي ثقافتنا المعززة، كما ينبغي عليكم المشاركة في تشكيل هذا المجتمع، لأنه مجتمعكم".

تكشف إنجازات اليوم وجود المزيد من قصص النجاح التي سيتم كتابتها في الرحلة الممتدة من ضيف إلى مضيف.

ومن الجدير بالذكر أن الاتفاق الموقع آنذاك كان ينص على عدم بقاء أي عامل تركي مهاجر في ألمانيا أكثر من عامين، كما وقعت ألمانيا الاتفاقية نفسها مع إيطاليا واليونان واسبانيا، لذلك لم تسمح لهم باستقدام عوائلهم، إلا أن الضغوط الاقتصادية الألمانية أدت إلى بقاء العمالة التركية المدربة وعدم استبدالها بمهاجرين جدد كل عامين، لذلك سمحت ألمانيا بجمع شمل العوائل التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!