ترك برس

علّقت صحيفة روسية على الأنباء المتداولة بشأن اعتزام موسكو شراء طائرات مسيّرة من طراز "بيرقدار" من تركيا، بالقول إنه "لا يوجد دخان من دون نار".

ومؤخراً، تناقلت وسائل إعلام تركية وروسية، نبأ ممازحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان حول اعتزام موسكو شراء طائرة مسيرة من طراز "بيرقدار" تركية الصنع، دون صدور أي تأكيد أو نفي رسمي بعد ذلك حول الأمر.

وفي تقرير نشرتها حول الموضوع، نقلت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، عن الخبير في مجال الطائرات بلا طيار، دينيس فيدوتينوف قوله: "ربما يكون أردوغان، وعلى خلفية الشائعات عن احتمال تسليم إيران طائرات مسيرة من إنتاجها لروسيا، قد قرر جس نبض موسكو لمعرفة أفق الطائرات التركية لديها".

وأضاف: "لم يتم تأكيد هذه المعلومات رسميا. لكن من يدري، فلا دخان بلا نار. باختصار، لا شيء شخصيا، فالبزنس هو البزنس".

من جانبه يوضح المحلل السياسي المقرب من الخارجية الروسية، رامي الشاعر أن كل الأسئلة التي وجهت إلى الشخصيات الروسية المختصة بهذا الشأن "لم تلق جوابا. لم يتم الرد عليها ولا حتى التعليق"، بحسب ما نقله موقع "الحرة."

ومن جانب آخر يقول الشاعر: "لا أساس لما يتم تناقله أن هناك تنافسا بين إيران وتركيا بخصوص التعاون مع روسيا، لإنتاج وتطوير المسيّرات، لأن الكل يعلم أن إيران تنتج هذا النوع من الطائرات".

ولم يستغرب المحلل السياسي أن يكون أردوغان وبوتين ناقشا في سوتشي "موضوع تطوير التعاون التقني العسكري بين روسيا وتركيا، وإنشاء مختبرات ومصانع مشتركة بين لتطوير وإنتاج السلاح والعتاد، بما في ذلك المسيرات".

ويضيف: "أثق بأن أي مشاكل أو حتى الاختلاف في وجهات النظر في بعض القضايا بين روسيا وتركيا، لن تكون عائقا أبدا في تطوير علاقات التعاون بينهما، في كل المجالات".

من جانبه يوضح باسل الحاج جاسم وهو مستشار سياسي وباحث في العلاقات الروسية التركية أن "موسكو تحتاج الطائرات بدون طيار بالتأكيد".

ويأتي ذلك "بعد أحاديث وتسريبات متعددة عن طلب روسي من إيران لتزويدها بها، وأيضا على اعتبار تركيا زودت أوكرانيا بمجموعة من بيرقدار، والعمل كان جاريا على الإنتاج المشترك لهذا النوع من المسيرات. لكن الواضح حاليا تم تجميد ملف التصنيع المشترك في أوكرانيا".

ويقول الحاج جاسم: "إذا كان كلام بوتين محدد بهذا الاتجاه فلا أعتقد هناك شيء يمنع العمل المشترك. هذه لن تكون المرة الأولى، حيث هناك تصريحات عديدة حول نقل التصنيع أو إنتاج مشترك في تركيا لصواريخ إس 400 الروسية الدفاعية".

ومن شأن هذه الخطوة أن "تكون مرهونة بمزيد من التفاهمات التركية الروسية حول قضايا أبعد من موضوع الإنتاج العسكري المشترك، وتتعلق بمحلات إقليمية تتصدرها سورية اليوم".

ويضيف الباحث: "حيث أن أنقرة تتجه لإنهاء ملفات المنظمات الإرهابية الانفصالية داخل الأراضي السورية. إذا لم يكن بالتعاون مع الولايات المتحدة، فسيكون حتما بالتعاون مع روسيا والحلف الآخر".

يُذكر أنه وبحسب تصريحات رسمية أوكرانية وروسية، فإن المسيرات التركية "بيرقدار" ألحقت أضراراً كبيرة بالقوات الروسية في أوكرانيا التي أعلنت شراءها حتى الآن قرابة 50 مسيرة "بيرقدار."

أواخر يوليو/ تموز الماضي، ذكرت شبكة "سي إن إن ترك"، أن أردوغان ذكر في أثناء اجتماعه مع أعضاء اللجنة التنفيذية المركزية لـ"حزب العدالة والتنمية" أن بوتين اتصل به مؤخرا، بشأن مسيرات "بيرقدار"، وقال له: دعونا نعمل مع بايكار (الشركة المصنعة لبيرقدار)."

ولم تذكر المصادر الرسمية التركية أو الإعلام التركي، أية تفاصيل أخرى حول المحادثة الهاتفية المذكورة أو عن ردة فعل أردوغان تجاه ما قاله بوتين، إلا أن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قال خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني على شاشة قناة تركية، إن بوتين خاطب أردوغان "نصف مازح ونصف جاد" بقوله: "أنت تعطي أوكرانيا طائرات بدون طيار. إذا أعطيتها لنا فنحن نرغب في شرائها".

وتابع كالن مضيفا: بوتين قال ما قاله وابتسم أردوغان".

على الصعيد الروسي، امتنع المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بسيكوف، عند سؤاله عن هذه الأخبار، عن الرد عليه، واكتفي بالقول إنه سيتم مناقشة التعاون العسكري والتقني في الاجتماع الذي انعقد بين أردوغان وبوتين بمدينة سوتشي، قبل يومين.

من جهتها، كانت "بايكار" قد نفت وجود أي نية لديها لتوفير الأسلحة لروسيا، حيث قال رئيسها التنفيذي سلجوق بيرقدار لشبكة "سي إن إن": "لم نسلمهم أو نزودهم بأي شيء، ولن نفعل شيئا من هذا القبيل لأننا ندعم أوكرانيا، وندعم سيادتها، ومقاومتها من أجل استقلالها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!