إنغن أردتش – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

وصل إلى مسامعي بعد الانتقادات التي تقول "قلت أنّ العدالة والتنمية سيفوز، ألم تشعر بخيبة أمل؟"، إجابتي هي التالي:" أنتم خرجتم من انتخابات عام 1977 كحزب أول، وفزتم بنسبة 41% من الأصوات، لكنكم لم تحصلوا على عدد مقاعد كافٍ لتشكيل الحكومة، ومع هذا قلتم حزب الشعب الجمهوري قد "فاز" وبقيتم 38 سنة وأنتم تقولون فزنا في انتخابات 1977، والآن الدور لنا، فزنا بنسبة 41% كأغلبية، لكننا لم نحصل على أغلبية تمكننا من تشكيل الحكومة، ومع هذا اعتبرنا أنفسنا منتصرين".

ما لفت انتباهي من المشهد الانتخابي والذي لم يتوقف عنده أحد أمران:

الأول: هو أنّنا لم نسمع من المعارضة أصوات تقول أنّ هناك شوائب ومخالفات جرت في الانتخابات، مع أنهم حضّروا أنفسهم لذلك قبل الانتخابات، وطبعوا عناوين الصحف من أسابيع التي تتحدث عن التدخل والتلاعب في نتائج الانتخابات، وحتى أنهم انتقدوا الانتخابات قبل حدثوها وشكوا ذلك إلى أمريكا وأوروبا.

دعونا نتحدث نحن الآن، ماذا تسمّون انتشار الأفراد في جنوب شرق البلاد على المنازل ويقولون :"إذا لم تذهب كل الأصوات لحزب الشعوب الديمقراطي فانتظروا الموت"، هل ستشكون من تهديدات حزب العمال الكردستاني للناخبين؟

الثاني: الكل يمدح نسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات الماضية والتي وصلت إلى 86%، لكن في الحقيقة هذه النسبة تعني أنه يوجد 7 مليون شخص لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، هؤلاء لم يتنازلوا للتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بآرائهم، وسيعودون الآن إلى الأزقة والشوارع كمواطنين يتجولون فيها وينتقدون "ما هذه الدولة التي نعيش بها".

بينما وضعية الأحزاب السياسية الصغيرة مؤلم ومُر حقيقة، فحزب السعادة على سبيل المثال لم يحصل سوى على 2%، وهذا يدل على أنّ أحدا لم يبتلع دعاية الحزب التي يقول فيها "نحن حزب العدالة والتنمية الحقيقي، نحن الامتداد الحقيقي لنجم الدين اربكان"، وباقي الأحزاب المنفصلة والمنشقة الأخرى منها ما حصل على 0.35% ومنها على 0.03% وآخر على 0.19% وحزب المرأة 0.06%،.

وعندما نتحدث عن حزب المرأة الذي حصل على نسبة 0.06% نتحدث عن حزب دخل الانتخابات وهو يقول سأتجاوز نسبة الحسم البالغة 10%.

ولو جمعنا النسب التي حصلت عليها الأحزاب الصغيرة، والأصوات التي حصل عليها المرشحون المستقلون، لحصلنا على ما نسبته 5% من أصوات الناخبين قد ذهبت وُحرقت ورُميت في سلة المهملات.

والغريب في الموضوع، أولائك الذين كانوا يدعون أنّ نسبة الحسم مرتفعة ويجب أنْ تكون 5%، تابعوا النتائج، حتى لو كانت نسبة الحسم 5% لن يستطيع أي حزب آخر غير الأحزاب الأربعة من دخول البرلمان.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس