ترك برس

استعرض تقرير لصحيفة العربي الجديد مدى أهمية الشواطئ بالنسبة للقطاع السياحي في تركيا التي تطل على عدة بحار، مشيرًا إلى الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها السلطات لجذب السياح إلى هذه الشواطئ. 

وذكرت الصحيفة أن حلول شهر سبتمبر/ أيلول لم يبعد المواطنين والسائحين الذين يزورون تركيا عن ارتياد الشواطئ رغم تبدل الطقس وتداخل الفصول، إذ إن استمرار موجة الحر في معظم الولايات التركية، وفي أنحاء العالم، ساهم في زيادة الإقبال على الشواطئ للهروب من القيظ والزحام القائم في المدن، لكن ذلك انعكس على تكاليف التنزّه التي ارتفعت.

وعلى الرغم من تركيز الأسر التركية على توفير النفقات قبل الموسم المدرسي المقرر انطلاقه في 11 سبتمبر الجاري، لكن ذلك لم يمنع كثيرين من التوجه إلى الشواطئ، ويتكامل ذلك مع الموسم السياحي المزدهر، وملايين القادمين من خارج البلاد للاستمتاع بالطقس المعتدل والمقاصد السياحية المتعددة.

وأشار التقرير إلى أن تركيا تطل على ثلاثة بحار هي بحر إيجة، والبحر الأسود، والبحر المتوسط، بطول سواحل يبلغ نحو 2000 كيلومتر على المتوسط، و1300 كيلومتر على بحر ايجة، ونحو 2200 كيلومتر على البحر الأسود، فضلاً عن شواطئ الداخل التركي، مثل بحر مرمرة الذي يزيد طول شطآنه عن 1700 كيلومتر.

وتابع:

عرفت تركيا باستثمار جميع تلك الشواطئ، إضافة إلى عوامل الجذب المختلفة، وقد كشفت، قبل سنوات، عن خطة شواطئ "العلم الأزرق" مكتملة المواصفات، ليقترب عدد الشواطئ التي ترفع "العلم الأزرق" من 383 شاطئاً.

وتتوزع الشواطئ على معظم ولايات تركيا الـ81، ففي الجنوب نالت هاتاي وأضنة ومرسين وأنطاليا وفتحية ومرمريس وبودروم نصيبها من البحر المتوسط، وتوزعت إزمير وبالكاسير وتشاناكالي على ضفاف بحر ايجة، وتطل بورصة وباندرمة ويالوا وتيكرداغ وإسطنبول على بحر مرمرة، وتحظى شواطئ البحر الأسود باتساع يطاول إسطنبول وقرقلر إيلي وقوجة إيلي وسكاريا ودوزجة وزنغولداك وبارطن وكاستامونو وسينوب وسامسون وأوردو وجيرسون وطرابزون وزيرة وأرتقين.

يقول المتخصص التركي محمد أرسلان إن بلاده تنطلق ببرامجها السياحية من الشواطئ إلى الآثار التاريخية، وإن تركيز السياح على الشواطئ ليس لمجرد وجودها، بل للخدمات التي تقدمها، فشواطئ العلامة الزرقاء تقدم خدمة خمس نجوم، وقد وصلت تركيا إلى المرتبة الثالثة عالمياً في هذا المجال.

ويضيف الخبير السياحي في منشأة "بمبي" بمنطقة الفاتح في إسطنبول، لـ"العربي الجديد"، أن "خدمات شواطئ الخمس نجوم لا تقتصر على السياح أو على من يدفعون الكثير من المال، بل توسعت تركيا في تلك الميزة ليبلغ عدد تلك الشواطئ المجانية 35 شاطئاً بسعة تزيد عن 100 ألف زائر".

واتجهت تركيا خلال السنوات الأخيرة، بعد تركيز برامجها السياحية على المنطقة العربية والدول الإسلامية، إلى ما يسمى "شواطئ النساء"، أو تخصيص بعض أيام الأسبوع للنساء، وأعلنت بلدية أيوب سلطان في إسطنبول، أخيراً، تخصيص شاطئ للنساء، يمنع على الرجال دخوله أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع، ضمن مبادرة هدفت، بحسب بيان للبلدية، إلى "توفير بيئة آمنة ومريحة للنساء للاستمتاع بالشاطئ من دون قيود أو إزعاج".

ويصف محمود آلتن باش، وهو صاحب شركة سياحية، تلك المبادرة بأنها "مناسبة للمنطقة التي يغلب عليها الطابع المحافظ"، لكنه يستدرك بأن هناك عشرات الشطآن المختلطة في إسطنبول، وهي مفتوحة للجميع طوال أيام الأسبوع، ومنها ما هو مجاني بالكامل، وبعضها بأجور رمزية.

وحول وجود شواطئ مخصصة للنساء، يبيّن آلتن باش أنه "بات هناك العديد من الشطآن النسائية في إسطنبول وحدها، وبعضها ضمن الفنادق، وجميع كوادرها نساء، مثل شاطئ مينيكشي بمنطقة فلوريا، وشاطئ ساريير ألتكوم، ويويرازكوي، وتوزلا هالك، وشاطئ ريفا إلماس بورنو، وهو أضخم شاطئ نسائي في المدينة، ويمتد على مساحة 9 آلاف متر مربع في منطقة بيكوز بالجانب الأسيوي على ضفاف البحر الأسود".

ويلفت إلى أن "رسوم الدخول منخفضة، وتضم الشواطئ مرافق متكاملة يقوم على العمل فيها طاقم نسائي، ويمنع دخول من تتجاوز أعمارهم سبع سنوات من الذكور، وفي المقابل، توجد أعداد أكبر كثيراً من الشطآن المختلطة، لكن السلطات التركية تحاول تلبية رغبات السياح والمواطنين المتباينة".

وسألنا صاحب الشركة السياحية عن قرار وزارة السياحة والثقافة المتعلق بمنع شرب الكحول على الشواطئ وفي الأماكن العامة، فقال: "أعتقد أن ذلك في مصلحة الجميع، خاصة بعد المبالغات التي شاهدناها في شرب الكحول على الشواطئ وفي الحدائق، وإساءة المخمورين للآخرين. من يريد شرب الكحول، عليه التوجه إلى المرافق المخصصة لذلك، وهي قريبة من الشواطئ، من دون أن يحجر على حرية أحد، أو يتعدى على الخصوصيات".

وتحتل ولاية أنطاليا (جنوب) المرتبة الأولى في إقبال السائحين الباحثين عن الاستمتاع بالبحر، أو التزلج على الماء، وباتت الغالبية من روسيا، بل تملك الروس فيها، خاصة بعد الحرب على أوكرانيا، كثيراً من المنشآت السياحية والخدمية والمنازل، وتعد الولاية إحدى أبرز الوجهات السياحية في تركيا، وتوصف بأنها عروس البحر المتوسط.

وتعد أنطاليا إحدى أكثر الولايات التركية جذباً لسياحة الشواطئ، وتضم عدداً كبيراً من شواطئ العلامة الزرقاء والنجوم الخمس، ومن بينها شاطئ كونيالتي، وشاطئ لارا، وشاطئ كادينلار المخصص للنساء، وشاطئ أليمبوس تشرالي، فضلاً عن شاطئ بيليك الشهير القريب من مطار الولاية.

بيد أن هناك شبه إجماع على كون أجمل شواطئ تركيا هو شاطئ أولودينيز في ولاية فتحية، الممتد على ما يسمى ساحل الفيروز، ويليه شاطئ باتارا بالقرب مدينة كاش في أنطاليا، وهي مدينة قديمة، ويتمتع الشاطئ بتنوع بيولوجي واسع يشمل أنواعاً من الطيور والسلاحف.

وتذهب استطلاعات السياح والتقييمات العالمية إلى إدراج شاطئ إزتوزو ضمن أجمل عشرة شواطئ في العالم، بفضل مياهه النقية ورماله الناعمة، كما أنه أحد أماكن التكاثر القليلة في أوروبا للسلاحف البحرية، ويبقى شاطئ كليوباترا بولاية ألانيا ضمن الأجمل في تركيا، ويعتقد أن الملكة المصرية زارت الشاطئ، أو أنه كان جزءاً من هدية زواجها من مارك أنتوني، لذا سمي بهذا الاسم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!