ترك برس

شهدت مدينة إسطنبول، السبت، تجمعاً لمواطنين أتراك لمناهضة العنصرية المتزايدة مؤخراً تجاه اللاجئين عموماً والسوريين منهم خصوصاً، فيما حاول عنصريون الاعتداء على التجمّع قبل أن تمنعهم الشرطة من ذلك.

التجمّع المنعقد تحت شعار " دعونا نرفع مستوى الأخوة ضد العنصرية"، حظي بمشاركة واسعة من قبل العائلات والأفراد سواء من تركيا أو من خارجها.

ورفع المشاركون لافتات تندد بممارسات العنصرية ضد المهاجرين، وتربط بينها وبين معاداة الإسلام.

كما ندد المتظاهرون بخطابات أوميت أوزداغ، رئيس حزب "ظفر" المعادي للمهاجرين، وممارساته المحرضة ضد اللاجئين.

جمعية "أوزغور در" المنظّمة للتجمّع أكدت في بيان سابق لها أن المظاهرة تأتي تضامناً مع المهاجرين الذين فروا من ويلات الحروب ورأوا في تركيا القلعة الآمنة.

وأطلق المتظاهرون هتافات منددة بالعنصرية ومشيدة بالأخوّة في التجمع الذي احتضنته منطقة الفاتح على الشق الأوروبي من إسطنبول.

كما ردد المتظاهرون أغاني وأناشيد تشيد بالأخوّة والوحدة وتنبذ التمييز والعنصرية.

وفي سياق متصل، حاول عنصريون الاعتداء على التجمّع المناهض للعنصرية، ما دفع عناصر الأمن لمنعهم وتوقيفهم.

وعلى إثر ذلك، أوقفت عناصر الشرطة عدداً ممن حاولوا الاعتداء على المتظاهرين، واقتادتهم إلى أحد المراكز الأمنية القريبة من الموقع.

وفي سياق ردود الأفعال تجاه التجمّع، أشاد الصحفي والناشط التركي آدم أوزكوسا بالمشاركين.

وقال في تغريدة له على تويتر: هذه هي صورة تركيا الحقيقية. تركيا بلد يزداد حُسناً وجمالاً كلما احتضن المظلومين والمضطهدين وحماهم. جزى الله خيراً كل المشاركين في المظاهرة".

يأتي هذا في وقت شهدت فيه تركيا مؤخراً، تصاعداً في الخطاب العنصري لبعض الساسة تجاه اللاجئين، وما نتج عنه من ممارسات استهدفتهم، ونال السوريون النصيب الأكبر من هذه الاعتداءات العنصرية.

وفي معرض تعليقه على ذلك، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما بدا تدشينا لمرحلة جديدة في مواجهة عنصرية متصاعدة في تركيا تستهدف الأجانب، خصوصا العرب واللاجئين، حيث قال: لن نقبل مطلقا أن يطال أي شخص سوء بسبب أنه أجنبي".

وجاءت تصريحات أردوغان بعد اجتماع لحكومته، الثلاثاء، وهاجم فيها من وصفهم بـ"أصحاب العقلية الفاشية" الذين يستهدفون المواطنين الأتراك على خلفية انتماءاتهم الدينية، أو اللاجئين، مهددا بمحاسبتهم أمام القضاء.

وشدد أردوغان "لن نقبل مطلقا أن يطال أي شخص سوء، بالقول أو بالفعل، بسبب أنه أجنبي أو يتحدث لغة مختلفة أو بسبب الحجاب واللحية أو أي شيء آخر، وكل من يتورط في الإساءة لأحد سيعاقب".

وتابع "كل شخص في تركيا سواء كان تركيا أم أجنبيا يحق له العيش بسلام والتعبير عن رأيه".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!